السبت، 3 مايو 2014

الأهمية التربوية لاستراتيجيات ما وراء المعرفة في تدريس اللغة العربية

تعد مهارات ما وراء المعرفة من أهم مكومات السلوك الذكي وهي مهارات عقلية معقدة في معالجة المعلومات وتقوم بمهمة السيطرة على جميع أنشطة التفكير العاملة والموجهة لحل المشكلة، واستخدام القدرات أو المواد المعرفية للفرد بفاعلية في مواجهة متطلبات مهمة التفكير. وهي  القدرة على معرفة ما نعرف وما لا نعرف، وهي سمة بشرية فريدة.
 وقد عرفها بعض الباحثين بأنها تفكير المتعلمين في تفكيرهم وقدراتهم على استخدام استراتيجيات تعلم معينة على نحو مناسب كما أنها تشمل عمليات ومهارات عقلية مستخدمة في حل مشكلة محددة. وبانها تفكيرالمتعلمين في تفكيرهم وقدراتهم على استخدام استراتيجيات تعلم معينة على نحو مناسب.
 ويقصد بما وراء المعرفة :
 قدرة الفرد على التفكير في الشيء الذي يتعلمه وتحكمه في هذا التعلم , ومن الملاحظ أن معظم التعريفات تشترك في إبراز أهمية الدور الذي تلعبه ما وراء المعرفة في تنمية التفكير أو حل المشكلات ومن الملاحظ إن محور الاهتمام في إستراتيجية ما وراء المعرفة يرتبط بكيفية جعل المتعلم يفكر هو بنفسه في حل المشكلات بدلا من مجرد إعطائه إجابات محددة أو إلقاء المعلومات والحقائق العلمية عليه ليقوم بحفظها واستظهارها والاهتمام بأفكاره ومدخله في حل المشكلات من خلال إلمامه بالصعوبات التي يواجهها في فهم الموضوعات.
إستراتيجية ما وراء المعرفة 
وهي مجموعة الإجراءات التي يقوم بها المتعلم بهدف تحقيق تعلم ما وراء المعرفة وتشمل معرفة طبيعة التعلم وعملياته وأغراضه، والوعي بالإجراءات والأنشطة التي ينبغي القيام بها لتحقيق نتيجة معينة، والتحكم الذاتي في عمليات التعلم وتوجيهها؛ وبذلك يتحمل المتعلم مسؤولية تعلمه من خلال استخدام معارفه ومعتقداته وعمليات التفكير في تحويل المفاهيم والحقائق إلى معان يمكن استخدامها في حل ما يواجهه من مشكلات.
أهداف إستراتيجية التعلم ما وراء المعرفة
أ‌- تشجيع الطلاب على التفكير وتنميته من خلال توجيههم إلى العمليات العقلية التي يقومون بها.
ب‌- المساعدة على إعادة توجيه نشاط الطلاب أثناء أداء حل المشكلة من خلال مساعدتهم على تقويم تفكيرهم.
ج- تحويل حجرة الدراسة إلى بيئة تفاعلية استقصائية نتيجة لوجود المناقشة الواضحة بين كل من المعلم والمتعلم وتنوع استراتيجيات ما وراء المعرفة.
استراتيجيات ما وراء المعرفة
تتضمن استراتيجيات ما وراء المعرفة أكثر من ثلاثين إستراتيجية مختلفة لتعليم والتعلم ومن هذه الاستراتيجيات.
1- أعرف - أريد أن أعرف - تعلمت
) K.W.L ) - 2 التساؤل الذاتي ) 3- المنظمات السابقة(التمهيدية)
4- التفكير بصوت عالي
5- النمذجة.

6- التعلم التعاوني.
7- التلخيص.
8-  خرائط المفاهيم.
الخطوات الإجرائية لتنمية قدرات ما وراء المعرفة:
لقد وضعت عدة استراتيجيات يمكن أن تعزز قدرات ما وراء المعرفة عند الطلاب وتعمل على تقويتها ويمكن لأي معلم استخدامها في تدريسه لأي مادة من المواد الدراسية المختلفة مثل إستراتيجية توليد الأسئلة ، الاختيار الواعي ، التقويم التفاضلي، لعب الأدوار، المحاكاة، المذكرات اليومية
مهارات استراتيجيات ما وراء المعرفة
أ-التخطيط: عملية التخطيط تتضمن ثلاث مهام رئيسة هي :

1-تحديدالنتاج المراد تحقيقه تحديدا دقيقا.
2-اختياراستراتيجيه التنفيذالمناسبة للمهمة المطلوبة تنفيذها.
3- ترتيب تسلسل الخطوات أو العمليات
4- تحديد العقبات والأخطاء المحتملة
5- تحديد طرق معالجة الصعوبات
6- التنبؤ بالنتائج المرغوبة
ب-المراقبة والتحكم: عملية ضبط ومراقبة تنفيذ الخطة المحددة سلفا, وتشتمل على جانبين هما:

1- الإبقاء على الهدف في بؤرة الاهتمام
2- معرفة متى يتحقق هدف فرعي
3- الحفاظ على تسلسل الخطوات أو العمليات
4- معرفة متى يجب الانتقال إلى العملية التالية
5- اختيار العملية الملائمة

 6- اكتشاف العقبات والأخطاء
ج-التقييم : عملية التأكد من مدى تحقق النتاجات المعرفية المحددة سلفا أو هو عملية مقارنة النتائج المحققة مع النتاجات المعدة مسبقا, وهي تشتمل على :

1- تقييم مدى تحقق النتاجات .
2-الحكم على دقة وكفاءة النتائج.
3- تقييم مدى ملائمة الأساليب التي استخدمت
4- تقييم كيفية تناول العقبات والأخطاء
5- تقييم فاعلية الخطة أو الإستراتيجية .
مراحل تنمية قدرات ما وراء المعرفة :
وسوف نتناول في هذه الدراسة إستراتيجية توليد الأسئلة
 (الاستجواب الذاتي (يمكن تقسيم مجموعة الأسئلة تبعا إلى مكان استخدامها إلى ثلاث مراحل: 
أ- مرحلة ما قبل التعلم: يبدأ المعلم بعرض موضوع الدرس على الطلاب، ثم يمرنهم على استخدام أساليب التساؤل الذاتي(أي الأسئلة التي يمكن للطالب أن يسألها نفسه) وذلك بهدف تنشيط عمليات ما وراء المعرفة ومن هذه الأسئلة :
1- ماذا أفعل؟ بهدف خلق نقطة التركيز.
2- لماذا أفعل؟ بغرض خلق الهدف.
3- لماذا يعتبر هذا مهما؟ بغرض خلق سبب للقيام به.
4- كيف يرتبط بما اعرفه؟ بغرض التعرف على المجال المناسب او العلاقة بين المعرفة الجديدة والمعرفة القديمة.الغرض من هذه الأسئلة التعرف على ما لديه من معرفة سابقة حول الموضوع
ب- مرحلة التعلم : يمرن المعلم الطلاب على أساليب التساؤل الذاتي لتنشيط عمليات ما وراء المعرفة ومن هذه الأسئلة:

-1ما هي الأسئلة التي أواجهها في هذا الموقف؟ بغرض اكتشاف الجوانب غير المعلومة
2-هل احتاج خطة معينة لفهم هذا أو تعلمه؟ بغرض تصميم طريقة للتعلم
3-هل الخطة التي وضعتها مناسبة لبلوغ النتاج ؟ 

4-هل ما قمت به حتى الآن ينسجم مع الخطة ويسير باتجاه بلوغ النتاج؟
وإجابة هذه الأسئلة تساعد الطالب على تنظيم معلوماته وتذكرها وتوليد أفكار جديدة مما يجعله يفكر في الخطوات التي تساعده على حل المشكلة
ج- مرحلة ما بعد التعلم : يمرن المعلم الطلاب في هذه المرحلة على أساليب التساؤل الذاتي لتنشط عمليات ما وراء المعرفة ومن أمثلة هذه الأسئلة:

1- كيف استخدم هذه المعلومات في جوانب حياتي الأخرى؟ بغرض التطبيق وربط المعلومات الجديدة بخبرات بعيدة المدى
2- ما مدى كفاءتي في هذه العملية؟ بغرض تقييم التقدم
3- هل احتاج بذل جهد جديد؟ بغرض المتابعة
4- هل استطيع حل المشكلة بطريقة أخرى
5- هل هذا ما أريد الوصول إليه بالضبط؟
6- كيف يمكن التحقق من صحة الحل؟
وإجابة الطالب على هذه الأسئلة تساعده على تناول وتحليل المعلومات التي توصل إليها ثم تكاملها وتقيمها وكيفية الاستفادة منها وربط المعرفة السابقة بالجديدة.
الأهمية التربوية لاستراتيجيات ما وراء المعرفة في تدريس مهارات اللغة العربية المختلفة
تشير البحوث التربوية أن ما وراء المعرفة تمثل أعلى مستويات النشاط العقلي الذي من خلاله نستطيع تنمية جوانب الإبداع اللغوي في مجالات اللغة المختلفة من خلال مهارات التفكير التي تبقى المتعلم  على وعي  لذاته, ولغيرة في أثناء التفكير في حل المشكلة ومراجعتها, وما يتضمن ذلك من مهارات التخطيط, والمراقبة, والتقويم, وما تتطلبه ما وراء المعرفة من قدرة الفرد على بناء إستراتيجية مناسبة لاستحضار المعلومات التي يحتاجها, والوعي التام بهذه الإستراتيجية, كل ذلك يسهم في تطوير العمليات العقلية لدى المتعلم, ونمو مهاراته المعرفية وبالتالي تحسين تعلمه في المهارات اللغوية المراد تعلمها .
إن استخدام الطلاب لاستراتيجيات ما وراء المعرفة في مواقف التعليم المختلفة يساعدعلى توفيربيئة تعليمية تبعث على التفكير يمكن أن يسهم في تحقيق ما يلي:
1-تنمية الاتجاه نحو دراسة اللغة العربية.
2-تحسين قدرة المتعلم على تركيز الانتباه.
3-استخدام المعلومات وتوظيفها في مواقف الدرس اللغوي المختلفة .
4-زيادة قدرة المتعلم على اختيارالإستراتيجية الفعالة والمناسبة للتواصل اللغوي المناسب.
إضافة إلى ما سبق فان استراتيجيات ما وراء المعرفة تمد المتعلم بالتغذية الراجعة عن أدائه, مما يساعده على معرفة جوانب القوة ومحاولة تنميتها, ومعرفة جوانب الضعف, وتحري أسبابها, ومحاولة تجنبها في المواقف المشابهة, كما تساعده على تعلم اتخاذ القرار, حيث يقوم المتعلم بتقويم ذاته بنفسه, والحكم على مدى فاعلية الاستراتيجيات المستخدمة في المواقف المشابهة.ويرى التربويين أن التفكير ما وراء المعرفي يستدعي ارقي أنواع عمليات التفكير, حيث صنف جروان( 2002) مهارات التفكير إلى ثلاثة مستويات رئيسة تتمثل في
1-العمليات المعرفية الأساسية وتشمل: الملاحظة, والمقارنة, والاستنتاج,والتعميم,وفرض الفروض,والاستقراء, والاستدلال
2-العمليات المعرفية العليا وتشمل : حل المشكلات, وإصدار الأحكام,والتفكيرالنقدي,والتفكيرالإبداعي.
3- ماوراءالعملياتالمعرفية, أو التفكير من اجل التفكير.
دورالمعلم : تشجيع الطلاب على التفكير وتنميته من خلال توجيههم إلى العمليات العقلية التي يقومون بها و توجيه نشاط الطلاب أثناء أداء حل المشكلة من خلال مساعدتهم على تقويم تفكيرهم وتحويل حجرة الدراسة إلى بيئة تفاعلية استقصائية نتيجة لوجود المناقشة الواضحة بين كل من المعلم والمتعلم وتنوع استراتيجيات ما وراء المعرفة.
دورالطالب : القيام بمجموعة من الإجراءات بهدف تحقيق تعلم ما وراء المعرفة وتشمل معرفة طبيعة التعلم وعملياته وأغراضه، والوعي بالإجراءات والأنشطة التي ينبغي القيام بها لتحقيق نتيجة معينة، والتحكم الذاتي في عمليات التعلم وتوجيهها .وبذلك يتحمل المتعلم مسؤولية تعلمه من خلال استخدام معارفه ومعتقداته وعمليات التفكير في تحويل المفاهيم والحقائق إلى معان يمكن استخدامها في حل ما يواجهه من مشكلات. وفي ضوء هذه النظرية أصبح التعلم يحدث عند المتعلم من خلال التفكير في التفكير والقدرة على استخدام استراتيجيات تعلم معينة على نحو مناسب والقيام بعمليات ذهنية وتحكم ذاتي قبلي .
انعكاسات نظرية ما وراء المعرفة على منظومة المنهج:
أ- النتاجات : لقد كان لنظرية ما وراء المعرفة تأثير كبيرعلى نتاجات المنهج وعلى المعلم أن يراعي المراحل التالية وهي : أولا : تحديد النتاجات بدقة من خلال تحديد المهارات الاساسية للغة والنتاجات اللغوية المحدد .
ثانيا : متابعة تحقيق تلك النتاجات.
ثالثا : التأكد من مدى تحقيق تلك النتاجات.
وفي ضوء نظرية ما وراء المعرفة ينبغي تحديد نتاجات ذات مستويات عليا مثل التفكير في حل المشكلة ومراجعتها, وما يتضمن ذلك من مهارات التخطيط, والمراقبة, والتقويم, وما تتطلبه ما وراء المعرفة من قدرة الفرد على بناء إستراتيجية مناسبة لاستحضار المعلومات التي يحتاجها, والوعي التام بهذه الإستراتيجية
ب- المحتوى:   في ضوء نظرية ما وراء المعرفة ينبغي اختيار وتنظيم المحتوى من نصوص لغوية راقية تثير تفكير المتعلم وتراعي العناصر التالية : التخطيط, والمراقبة, والتقويم وان يراعي تنظيم المحتوى عند المتعلم مراقبة الذات إثناء التعلم ووعي المتعلم بما يستخدمه من أنماط التفكير وأساليب الدراسة والفنيات المصاحبة لعملية التعلم والسيطرة الذاتية على محاولات التعلم التي يقوم بها لتحقيق أهدافه وتوجيه مسار التعلم نحو النتاج المنشود منه للحصول على نتائج فعاله ومؤثرة
ج- طرق التدريس: لقد ظهرت طرق و استراتيجيات حديثة قائمة على نظرية ما وراء المعرفة حيث تشير البحوث والدراسات إلى فاعلية هذه الطرق والاستراتيجيات تركز على نشاط الطالب ومشاركته في المواقف التعليمية مثل:

1 - أعرف - أريد أن أعرف - تعلمت
) K.W.L ) - 2التساؤل الذاتي).
 3- المنظمات السابقة (التمهيدية).
4 - التفكير بصوت عالي .   
5 - النمذجة .
6 - التعلم التعاوني..
7 - التلخيص .  
 8- خرائط المفاهيم .
د- التقويم عند استخدام المعلم التقويم في ضوء نظرية ما وراء المعرفة ينبغي عليه تقويم قدرة الفرد على التفكير في الشيء الذي يتعلمه وتحكمه في هذا التعلم وقدرته على مراقبة الذات إثناء التعلم ووعي المتعلم بما يستخدمه من أنماط التفكير وأساليب الدراسة والفنيات المصاحبة لعملية التعلم والسيطرة الذاتية على محاولات التعلم التي يقوم بها لتحقيق النتاجات من الدرس اللغوي من وسائط التقويم الواقعي وملفات الإنجاز وعند عملية التقييم مراعاة ما يلي:
-1تقييم مدى تحقق النتاجات 
 2- الحكم على دقة وكفاءة النتائج.
-3تقييم مدى ملائمة الأساليب التي استخدمت
4- تقييم كيفية تناول العقبات والأخطاء
5- تقييم فاعلية الخطة أو الإستراتيجية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق