الثلاثاء، 29 أبريل 2014

التحدث الصفي غير المناسب


 قد يميل بعض الطلاب إلى التحدث مع أقرانهم في الصف أثناء شرح المعلم أو عرضه لوسيلة تعليمية، أو قيام الصف بنشاط منهجي للمادة، معيقين بذلك بعض الشيء استمرار التعلم والتعليم ومثيرين أحيانا بعض المشاعر السلبية تجاههم من معلميهم أو أقرانهم، فيؤثر سلوكهم هذا في كلتي الحالتين على النمو الإدراكي لأفراد الصف والعلاقات الاجتماعية الطيبة بينهم، وعلى العموم يشكل التحدث الصفي غير المناسب مشكلة عامة يمكن أن تحدث في أية مرحلة من مراحل التعليم.
مظاهر السلوك:
يبدو التحدث الصفي غير المناسب لدى أفراد الطلاب بواحدة أو أكثر من الصيغ التالية:
* التحدث الجانبي مع أحد الأقران أثناء الشرح أو الحصة.
* التحدث بصوت عال أثناء إجابة المعلم أو قرين على سؤال، كأن يردد عاليا على سبيل على سبيل المثال: "أنا يا أستاذ .... أنا يا أستاذ ..."
* الإجابة بدون إذن عندما لا يستدعي ذلك، كأن يجيب أثناء إجابة القرين أو المعلم على السؤال، أو يجيب عليه عند توجيه المعلم السؤال لبعض أفراد الصف قاصدا اختبار معرفتهم بموضوع الدرس.
* دعوة الأقران بألقاب غير مستحبة أو مقبولة اجتماعيا أو تربوياً.
* التحدث بلغة غير لائقة اجتماعياً أو تربوياً.

المنبهات (العوامل) المحتملة:
قد تتمثل منبهات التحدث الصفي غير المناسب بمظاهره المتنوعة أعلاه فيما يلي:
* عدم معرفة الطالب لنظام و آداب الصف.
* توفر صداقة متينة بين الطالب وقرينه بحيث تشجع أحدهما أو كليهما دائما على التفاعل والتحدث معا.
* حب الظهور أو التظاهر بالمعرفة لغرض نفسي يتجسد غالبا في جذب انتباه الأقران وكسب ودهم وتقديرهم.
* الاختلاف مع القرين أو تعارض رغباتهما أو أهوائهما في مسألة معينة.
* عدم ميل الطالب لقرينه نتيجة صفة شخصية فيه.
* شعور الطالب بالغيرة من تفوق قرينه عليه أكاديميا أو اجتماعياً ، أو منافسته له، تثير هذه العوامل عادة الشعور بالعداء مع القرين وعدم الميل إليه عموماً، والشعور بالغيرة أو الاستياء ودعوة قرينه بالتالي بألقاب غير مستحبة أو مقبولة.
* نوع التربية الأسرية للطالب أو وجود نزاعات بين أفرادها، مما يثير لديه نسخ عادات غير مستحبة في الحديث ومخاطبة الآخرين، كما هي الحال في السباب أو الشتم أو عدم مخاطبة الغير بما يليق بمركزهم الاجتماعي.

الحلول الإجرائية المقترحة: نقترح للتغلب على التحدث الصفي غير المناسب، الحلول الإجرائية التالية :
* مناقشة المعلم مع طلابه في بداية السنة الدراسية أو الفصل الدراسي أو عند تعليمه لهم لأول مرة – إذا كان جديدا على الصف أو المدرسة، لآداب المعاملة ومظاهر النظام العام المفضلة، وتلك المكروهة أيضا، و ذلك للمساعدة على بلورة مفاهيم واضحة بخصوصها ولتزويدهم بإطار اجتماعي وتربوي عام، يتعلمون من خلاله ويعاملون بعضهم بعضاً بالتغاضي عن العلاقات الشخصية التي تجمع بينهم .
* صف الطالب وقرينه عن بعضهما بنقل أحدهما إلى مكان آخر، حيث يقضي هذا الإجراء على الحديث الجانبي للتلميذ بحرمانه من المنبه المثير لذلك .
* مقابلة المعلم للطالب والتحدث معه بأسلوب إنساني جاد حول سلبية الإجابة بدون إذن أو أثناء حديث عضو آخر من الفصل، ثم توجيهه للاشتراك بأنشطة جماعية ، يظهر لهم إيجابيا من خلالها قدراته الخاصة ويستميل ودهم وتقديرهم له بشكل بناء.
* مقابلة المعلم للطالب والتعرف على أسباب معارضته لقرينه وتعليقاته السلبية كلما أبدى الأخير مشاركة أو إجابة ، ومحاولة المعلم إصلاح الأمر بإظهار مواطن الشبه بينهما أو بين القرين غير المرغوب فيه وصديق مقرب للطالب، وقد يستعمل المعلم كذلك أحد إجراءات تقليل السلوك السلبي كالتوقيف أو الغرامة المؤقتة أو حرمان من منبه جيد وخلافه.
* مقابلة المعلم للطالب والتعرف على نوع تربيته الأسرية وكيفية تفاعل أفراد أسرته مع بعضهم، أو نوع المشاكل السائدة بينهم، ويمكن للمعلم أن يحاول بعد ذلك الاجتماع بمن يهمه الأمر بالأسرة، أو يحول الموضوع برمته إلى إدارة المدرسة.
* تعزيز المعلم لسلوك الطالب المطلوب مباشرة بالمعززات المناسبة لكل من التلميذ والموقف السلوكي للعمل على تسريع حدوثه و اكتماله و تقويت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق