الجمعة، 18 أبريل 2014

لمعلم لغة إنجليزية ناجح

يقوم على تدريس اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية في مدارسنا مجموعة من أبنائنا وبناتنا الذين حملوا على عواتقهم هذه المهمة التي ليست باليسيرة. ولهؤلاء ولعموم معلمي ومعلمات اللغة الإنجليزية كلغة ثانية أحببت أن أضع بين أيديهم مجموعة من الصفات الأساسية التي يجب أن يتحلوابها، وأن تكون جزءًا من سلوكهم التعليمي حتى يكون النجاح والتوفيق حليفهما في مهمتهم.
قبل مناقشة هذه الصفات المهمة ينبغي الإشارة إلى أمر جوهري هو أن معلمي اللغة الإنجليزية يعتبرون الرقم الأهم في عملية تعلم اللغة الإنجليزية أو لنقل النجاح فيها أو عدمه. ولكي يكون إسهامهم في هذه العملية التعليمية إيجابيًا - أو بالأحرى مساعدة المتعلمين على تعلمها بنجاح - عليهم تبني عدد من صفات تعليمية لغوية أساسية.

القدرة اللغوية بحد ذاتها ليست كافية لإيجاد معلم لغة إنجليزية كفء. بل إن على معلم اللغة الإنجليزية المتمكن لغويًا أن يكون على اطلاع ومعرفة بطرائق واستراتيجيات تدريس اللغة الثانية، وأن يكون كذلك قادرًا على استخدامها بشكل فاعل ومؤثر داخل الصفوف الدراسية. ويجب أن تكون طرق التعليم المستخدمة محتوية على مناح شتى ذات مساس مباشر بعملية تدريس اللغة الإنجليزية من مثل كون الأنشطة والتدريبات اللغوية التي يقوم باختيارها المعلم تحقق أهدافًا تعليمة محددة بدقة. ولذا يمكن القول إن الملكة أو القدرة اللغوية، والاستخدام الأمثل لطرق تعليمية مناسبة عنصران لاينفكان عن بعضهما البعض من أجل إيجاد معلم أو معلمة لغة إنجليزية فاعل ومفيد.
يعتبر موقف المعلم من عملية تعلم اللغة الإنجليزية أمرًا حيويًا آخر مؤثرًا في درجة نجاح تجربة تعلم اللغة الإنجليزية أو عدمها. لذا فمعلمو اللغة الإنجليزية ينبغي أن يكونوا على ثقة كبيرة بمقدرة طلابهم على تعلم اللغة الإنجليزية.
فعلى سبيل المثال إذا كان المعلم على ثقة وقناعة بأن الكثير من طلابه غير قادرين على معرفة كيفية استخدام المبني للمجهول عندئذ فإن الكثير منهم سيجد صعوبة في تعلمه واستخدامه بطريقة صحيحة خالية من الخطأ اللغوي. وفي المقابل عندما تكون ثقة المعلم كبيرة بمقدرة طلابه على معرفة أي جزئية لغوية صغيرة كانت أوكبيرة فهم عندئذ سيتمكنون من إجادة استخدامها.
وهناك صفات أخرى يجب أن يتحلى بها معلم اللغة الإنجليزية تتمثل في القدرة على
تصميم أو إعداد درس محكم. ولذلك فعلى معلمي اللغة الإنجليزية العمل على تثقيف أو تعليم، أوتدريب أنفسهم على كيفية إعداد دروس لغوية تتماشى مع قدرات، وحاجات متعلمي اللغة الإنجليزية. ولذا يجب أن يسعى معلمو اللغة الإنجليزية لأن تكون نتاجات الدرس واضحة، وأن تكون الأنشطة الصفية وإجراءات الدرس مصممة بشكل يحقق أهداف الدرس المقررة من قبل المدرس. وأيضًا يجب أن يضع المدرس نتاجات درسه بحيث تتوافق مع قدرات الطالب، وأن تحدد بشكل دقيق ماذا يتوقع أن يتعلمه المتعلم، وأي مهارة لغوية سوف يتقنها بنهاية الحصة الدراسية. فعلى سبيل المثال من الأهداف الدقيقة أن الطلاب سيكون بإمكانهم الإجابة بـ«نعم» أو «لا» باستخدام المضارع المستمر.
ومن المزايا والصفات الأخرى التي يحتاج إلى أن يتصف بها معلمو اللغة الإنجليزية ما يمكن وصفه بـ
«التعليم سعيًا نحو الإجادة» أو «
teaching for mastery». وهذا النوع أو النهج من التعليم يقوم على مبدأ أن يسعى المعلم جاهدًا لإعداد منهج محكم، ومنظم بحيث يمكن الطلاب تعلم مفردات هذا المنهج بشكل متقن. وهذا يتطلب بدوره استخدام أساليب متنوعة من التدريس، وبخاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار الفروق الفردية لدى متعلمي اللغة الإنجليزية. فعلى سبيل المثال إذا كان النتاج أن يستخدم متعلمو اللغة الإنجليزية «صيغة الشرط» استخدامًا صحيحًا فعندئذ يجب أن يستخدم المعلم أساليب تساعد الطلاب الذين يفضلون الشرح المفصل، والذين يفضلون التعلم من خلال الصور والرسومات، والذين يفضلون الإيجاز والعموميات وهم بأنفسهم يقومون بالاستنتاج الذاتي، وغيرها من الصفات. وهكذا على المعلم أن يعمد إلى التنويع في أساليب الشرح حتى يتجاوب مع الفروق الفردية لمتعلمي اللغة الإنجليزية.
ومن الصفات الأخرى التي يجب أن يتحلى بها معلم ومعلمة اللغة الإنجليزية القدرة على إدارة الصف بكفاءة عالية حتى يكون بإمكانهم ضبط الصف، واستغلال وقت الدرس بشكل مثمر وفعال. وكذلك يتطلب أمر إدارة الصف أن تكون أنشطة الصف متلائمة مع عمر الطالب، والوسائل التعليمية المتاحة بالصف. والأمر الأهم مراعاتها لنتاج أو لنتاجات الدرس. وكذلك يتطلب إجادة إدارة الصف العمل على التنويع في الأنشطة بحيث تكون شاملة لأنشطة وتدريبات فردية يقوم بها الطالب بشكل مستقل، وأنشطة جماعية يتعاون فيها الطالب/الطالبة مع زملاء له، وتوزيع الطلاب إلى مجموعات صغيرة لإجراء محادثات قصيرة، وكذلك تقسيمهم إلى مجموعات ذات اهتمامات ورغبات مشتركة. وتحقيق ذلك كله بنجاح يؤدي بدوره إلى انسيابية الفصل، وفعاليته. وهكذا يمكن القول إنه في حال تهيأت بيئة لغوية بمثل هذه المواصفات مليئة بالأنشطة اللغوية المتنوعة التي تأخذ في الاعتبار مستوى الطالب اللغوي، ورغباته الشخصية، وخلفياته الثقافية،عندئذ سيكون الطالب حريصًا على تعلم اللغة الإنجليزية بشكل أكبر وأكثر فعالية. وبهذا يتضح أن القدرة على إدارة الصف بشكل جيد يرفع نسبة نجاح الخطة الموضوعة للدرس المزمع تدريسه في ذلك اليوم، وفي الوقت نفسه نجاح تجربة تعليم اللغة الإنجليزية بشكل عام .
تعلم اللغة الإنجليزية عملية يغلب عليها الصعوية وخصوصًا في مراحلها الأولى؛ لأن الطلاب يتعلمون لغة غير لغتهم الأم والتي تتطلب منهم إتقان مهاراتها الأساسية الأربع: الاستماع، والقراءة، والكتابة، والمحادثة. ولذا فعلى معلمي اللغة الإنجليزية - سعيًا نحو تسهيل مهمة تعليم اللغة الإنجليزية-أن يعمدوا دومًا إلى خلق بيئة لغوية من أولى سماتها المحبة، والمودة، والإخاء، والمرونة. وذلك من خلال إشعار الطلاب بأن أمر تعلمهم يعني الشيء الكثير للمعلم، وأن يشعرهم كذلك أنه يعي ويدرك الصعوبات اللغوية التي يمرون فيها أثناء تجربة تعلم اللغة الإنجليزية، وأنه يقوم بأقصى جهده لمساعدتهم على إتقان تعلم اللغة الإنجليزية، وتهيئة أقصى السبل للرفع من مستواهم اللغوي.
أشارت الدراسات اللغوية الحديثة إلى أن عملية تعلم اللغة الإنجليزية يمكن
أن تتحق بصورة أفضل عندما يوضع الطالب في بيئة تشجعه على تعلم اللغة الإنجليزية خالية من التهديد، والوعيد، ومحاولة التقليل من أخطاء المتعلم. وأشارت الدراسات أيضًا إلى أن وجود مثل هذه الصفات تزيد من دافعية المتعلم، وتقوده إلى أن يكون مشاركًا فاعلًا في داخل غرفة الصف. وعليه فإن على معلمي اللغة أن يعملوا جاهدين على إيجاد بيئة أخوية يكون الطالب فيها لدية الحرية المطلقة ليعبر عن نفسه، ورغباته بعيدًا عن أسلوب التنقيص، ومحاولة إحراجه أمام زملائه من خلال التركيز على سقطاته وأخطائه اللغوية.
والصفة الأخرى التي يجب أن يتصف بها معلمو اللغة الإنجليزية
صفة التحمل والصبر. فمعلمو اللغة الإنجليزية يجب دومًا أن يشعروا طلابهم بأنهم سيتحملون ويصبرون على ارتكابهم أخطاء لغوية نظرًا لمعرفتهم بأن تجربة تعلم اللغة الإنجليزية عملية بطيئة لاتتحق بسرعة؛ لذا فإتقان مهارة لغوية أو جزئية لغوية صغيرة أو الانتقال من مرحلة إلى مرحلة يأخذ وقتًا طويلًا. ومن هنا فعلى معلمي اللغة الإنجليزية أيضًا ألا يصابوا بالإحباط عند وقوع طلابهم بأخطاء على الرغم من تدريسهم إياها بشكل جيد. والصفة التالية التي يجب أن يتحلى بها معلمو اللغة الإنجليزية هي أن يشعروا طلابهم بأنهم سواسية في نظرهم بغض النظر عن مستواهم اللغوي، كما يجب أن يعطي المعلم طلابه فرصًا متساوية للمشاركة في أنشطة الصف، وتقييم أدائهم اللغوي بشكل إيجابي.
معلمو اللغة الإنجليزية يجب أيضًا أن يتحلوا بصفة المرونة وذلك بسبب أن مجال تعليم اللغة الإنجليزية يتسم بالديناميكية والتجدد الدائم، ولأنه ليس هناك طريقة واحدة لتعليمها. وهم بحاجة إلى تبني صفة المرونة أيضًا يعود إلى أن التحلي بها يجعلهم قادرين على استيعاب الفروق والاختلافات الفردية بين المتعلمين والتجاوب مع أهداف ورغبات المتعلمين المتباينة.
والصفة الأخرى المهمة التي يجب
أن يتحلى بها معلمو اللغة الإنجليزية صفة السعي دومًا للبحث عن الجديد فيما يتعلق بتعليم اللغة الإنجليزية من خلال المداومة والحرص على متابعة ما تجود به المطبوعات في مجال تعليم اللغة الإنجليزية والتي هي نتاج وحصيلة البحوث والدراسات ذات العلاقة. وأهمية ذلك تكمن في أن معلم أو معلمة اللغة الإنجليزية الذي يقوم بذلك سيكون بمقدوره استخدام الطرق الأحدث والأنجع في مجال تعليم وتدريس اللغة الإنجليزية.
ومعلمو اللغة الإنجليزية أيضًا بحاجة إلى جعل صف اللغة الإنجليزية يعج بالنشاط والحيوية، وذلك ينطوي على أن يري المعلم قدرًا من الحماسة لتعليم وتدريس اللغة الإنجليزية وهو القدر الذي في حال تحققه يمكن أن ينتقل بشكل أو بآخر إلى المتعلم نفسه، ومن ثم تتحقق الدافعية والرغبة الجامحة لتعلم اللغة الإنجليزية من قبل المتعلمين. وبإمكان المعلم أن يحقق ذلك من خلال القيام بأنشطة صفية تجعل المتعلم يتحمل فيها مسؤولية أمر تعلمه للنتاج اللغوي المحدد، والعمل على إيجاد أنشطة صفية لغوية تجعل الطلب يشاركون بفعالية أكبر.
وهكذا يتضح أن عملية تعلم اللغة الإنجليزية المعقدة تتطلب مدرسًا مؤهلًا، ومناخًا تعليميًا ملائمًا، والعمل على تبني الصفات التي تمت مناقشتها، والعمل على إيجاد وخلق بيئة لغوية ملائمة. وعند تحقق ذلك كله فإنه سيسهم ذلك بلاشك في التسهيل من صعوبة عملية تعلم اللغة الإنجليزية، بل الرفع من نسبة نجاح تجربة التعلم برمتها


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق