الخميس، 24 أبريل 2014

استخدام الفكاهة في تعليم اللغة

إن الضحك هو تعبير جسماني تلقائي عن حالة شعورية قد يكتسب في حالات ما قيمة رمزية و دلالية اجتماعية ، و يعد الضحك من وجهة نظر علماء النفس عبارة عن مظهر من مظاهر مبدأ المتعة ، الذي يلجأ إليه الفرد للتخفيف من وطأة الضغوط المسلطة على الإنسان و العوامل المحيطة به .
و أثبت علماء النفس أن للضحك فوائد كثير على النفس البشرية فهو يساعد على التركيز الذهني و إعادة التوازن النفسي للفرد و تهيئة الفرد لتقبل الرسائل اللغوية و فهمها .
تعريف الفكاهة :
و يمكن تعريف الفكاهة بأتها قول أو فعل أو موقف يبعث على الابتسام أو الضحك لغرابته أو مخالفته للمنطق ، و هي أصناف كثيرة و من أبرزها :
- فكاهة القبيح : و هي تتمثل في حكايات و ألغاز و دعابات تصاغ لغاية المزاح ، و يكثر في هذا النوع الألفاظ السوقية لذلك علينا أن نبتعد عن هذا النوع لأنه لاينمي العادات الحسنة في المتعلم .
- الفكاهة الجارحة : و تسمى أيضا بالفكاهة السوداء ، و هي غالبا ما تتجسم في ملاحظات دقيقة ساخرة يقصد بها كشف العيب أو مواطن التقصير .
- الفكاهة المتأدبة : و هو إثارة الضحك للترفيه عن النفس و تقوم على تهويل الأوضاع و الأوصاف ، و هذا النوع محبب في علية التعليم .
و تتنوع الفكاهة بأطباع الحضارات و الثقافات و تحمل سمات الزمان و المكان ، لذلك تختلف الفكاهة العربية عن الفكاهة الانجليزية و ذلك نتيجة اختلاف الثقافات و الحضارات بين الفكاهتين لذلك نرى أن من يعلم الطالب الاجنبي اللغة العربية لا تعجبه بعض الفكاهات العربية التي نضحك عليها و ذلك لأنه لا يدرك معناها و لا يدرك مدلولها الثقافي
و بما أننا نهتم بهذا الجانب فلابد من معرفة بأن الفكاهة العربية تقسم إلى قسمين هما :
- الفكاهة العربية التراثية : هي عبارة عن نوادر و حكايات تناقلتها الأجيال و دونت في كتب الأدب ، و هي تتعلق بشخصيات طريفة عاشت في الجاهلية أو بعد الإسلام من مثل شخصية أبو دلامة و شخصية الشمردل بن ضرار و شخصية أشعب الطفيلي ، و هذه النصوص مكتوبة بلغة فصيحة راقية .
- الفكاهة العربية الحديثة : و هذا النوع غير محدد عمليا لأنه لم يجمع و لم يدرس إلى الآن و ما يمكن أن يقال عنه أنه مجموعة من النوادر و الحكايات و الطرائف و أكثرها من اللون الشعبي المتداول على ألسنة العامة .
دور المعلم أثناء تدريس اللغة بإسلوب الفكاهة :
و يواجه المعلم في الغرفة الصفية أصناف كثر منهم أشخاص يمتازون بروح الدعابة و المرح و منهم من يمتاز بالجدية و الانضباط ، لذلك فإن المعلم يواجه في هذه الحالة صنفين مختلفين من الطلبة فلابد أن يمزج بين أمرين و هما الترغيب و الترهيب ، فإذا استخدم المعلم اسلوب السلطة في المحاضرة فإن الطلبة سيشعرون بالملل ، و اذا استخدم اسلوب الهزل و الضحك المفرط في المحاضرة فإن المعلم يفقد هيبته و ينحرف الهدف الأساسي الذي يسعى إليه المعلم و هو الوصول بالمتعلم إلى اكتساب معلومات و مهارات من شأنها تساعده على التعلم ، لذلك على المعلم أن يسيطر على المحاضرة بالطريقة التي يريدها هو و يسعى للهدف الذي وضعه .
الشروط الواجب توافرها أثناء تعليم اللغة بإسلوب الفكاهة :
سبق و أن عرضنا أنواع متعددة للفكاهة ، فالأنسب في عملية التدريس هي الفكاهة العربية التراثية و ذلك لإشتمالها على نصوص حية و بيان لغوي متناسق و بإمكاننا العثور على تطبيقات نحوية و صرفية تنايب المتعلم ، و بطبيعة الحال أيضا على المعلم أن يؤلف نصوص أدبية تمتاز بالفكاهة لذلك لابد من توفر العناصر التالية في هذه النصوص و هي :
- أن يكون محتواه من الواقع اليومي و مستخدما أسلوب السرد
أن يكون في لغته و أسلوبه مماثلا للنصوص السردية العربية القديمة .
- أن يشتمل على كل أو بعض حالات الباب النحوي أو الصرفي أو البلاغي الذي يريد المعلم معالجته .
اللغة التي يسخدمها المعلم أثناء تأليف النصوص :
لابد من مراعاة اللغة التي يستخدمها المعلم أثناء كتابة النصوص الفكاهية ، و اللغة أو الأسلوب اللغوي المتبع في عملية التعليم هي واحدة من هذه الأساليب ما يلي :
- لغة الصحافة أو الأعلام : و هذه اللغة غالبا ما تتسم بالعفوية و الارتجال من جراء التعامل الفردي مع المصطلحات و التراكيب الأجنبية
- لغة الأدباء من شعراء أو ناثرين : و هذه اللغة فصيحة إلا أنها تخرج في بعض التراكيب عن المأثور من كلام العرب لتعطي لونا من ألوان التركيب أو الأساليب الدخيلة و المقتبسة من اللهجات .
- اللغة الراقية و اللغة الأدبية : و هذه اللغة مطابقة لقواعد النحو و الصرف و التي قام النحاة العرب بضبطها ، و هي اللغة التي تكتب بها البحوث الأدبية و اللغوية الجامعية عادة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق