الاثنين، 21 أبريل 2014

الأساليب التربوية في تشجيع الطلاب وزيادة فاعليتهم

المقدمة
هذه نشرة تربوية نضعها بين يدي الإخوة المعلمين نهدف منها :
1- أن يأخذوا بهذه الأساليب التربوية في الثناء والتشجيع مع طلابهم .
2- أن يزيدوا في تفاعل طلابهم ، ويبعدوا الملل عنهم .
3- أن يرفعوا همم طلابهم ويدخلوا السرور على قلوبهم .
4- أن يعالجوا ضعف طلابهم برفع معنوياتهم .
نماذج من السنة النبوية للتشجيع
ما أسعد ذلك الجيل الذي حظي بتربية النبي وتعليمه ، والذي ضرب فيه أروع الأمثلة في حسن التربية والتعليم ، ولطف المعاملة ، وكريم المكافأة ، وجميل الثناء والتشجيع ، حتى هيأ نفوسهم وأثار حماسهم ، ليتلقوا ما يلقى عليهم بشغف ، ويمتثلوا ما يأمرهم بع برغبة وحرص .
وما أسعد الجيل الذي يأخذ معلموه بذلك الأسلوب الكريم في التربية والتعليم فمن ذلك :
• أن يبين لطلابه فضل طلب العلم ويغرس ذلك في نفوسهم ، بمثل قوله  : (( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة ... )) .
• الدعاء لطلاب العلم ومنه قوله  : (( نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها فرب مبلغ أوعى من سامع )) .
• الثناء على المتعلمين ومدحهم ، ومن ذلك : أن النبي  سأل أبي بن كعب ، فقال : (( أبا المنذر أي آية في كتاب الله أعظم ؟ فقال أبي : آية الكرسي . قال النبي  : ليهنك العلم أبا المنذر )) . وسأل أبو هريرة  النبي  : من أسعد الناس بشفاعتك ؟ ، فقال : (( لقد ظننت أن لا يسألني أحد عن هذا الحديث أول منك لما علمت من حرصك على الحديث )) ولك أن تتخيل أخي ما هو الشعور الذي خالج نفس أبي بن كعب وأبي هريرة رضي الله عنهما حين سمعا هذا الثناء من إمام الأمة وسيد البشرية صلوات ربي وسلامه عليه . ولك أن ترى لمحات ذلك الفرح والسرور على ملامح وجه طالبك بالثناء عليه ، ومدحه وتشجيعه .
• إحياء روح المنافسة بين المتعلمين وتشجيعهم ، إن من أهم أسباب فتح مجال الإبداع والابتكار وإذكاء روح المنافسة لدى الناشئة وتوسيع مداركهم إلقاء أسئلة عليهم . كما كان يحدث في مجلس النبي  ، ومن ذلك : قوله : (( أتدرون ما الغيبة ؟ ... )) (( أتدرون من المفلس ؟ ... )) وهذه الطريقة تتسم بأسلوب الإثارة والتشويق والمشاركة الإيجابية من المتعلمين ، وفيها دعوة إلى التفكير والبحث وإعطاء الثقة بالنفس والتشجيع .
• الهدية ، تقديم الهدايا واللعب سبب من أسباب إدخال السرور والفرح إلى قلوب الناشئة وهي ذات أثر فعال في نفوسهم مهما قل ثمنها فقد جاء عن أبي هريرة أنه قال : كان الناس إذا رأوا أول الثمر جاءوا به إلى رسول الله فإذا أخذه قال : (( اللهم بارك لنا في ثمرنا وبارك لنا في مدينتنا ... – إلى أن قال - : ثم يدعو أصغر وليد يراه فيعطيه ذلك الثمر )) .
أنواع التشجيع
ثلاثة أنواع : أ- معنوي . ب- لفظي . ج- مادي .
ليس المراد أن المعلم تكلف في هذه الأمور بما لا يطيق ، أو بما يكون مرهقاً له ، فلابد أن يعلم أخي المعلم أن الطالب لا يلتفت عند تكريمه بأحد هذه الأساليب إلى القيمة المادية ، وإنما يلفت انتباهه ويثير حماسه أن جهده مقدر عند أستاذه ، وأنه حاضر في ذهنه ، وأنه محل اهتمامه ، وأنه مميز عن غيره ولذا انظر إلى السرور والفرح الذي يكسو وجه تلميذك عندما تناوله خطاب شكر وتقدير أمام الطلاب في الصباح ، فالقيمة المادية لذلك الخطاب قليلة ، لكن القيمة المعنوية لذلك الخطاب عظيمة ، وربما حافظ الطالب على ذلك الخطاب طيلة حياته وأصبح من الذكريات الجميلة التي يذكر بها أستاذه ، ولذا نتناول فيما يلي نماذج لهذه الأنواع :
المعنوية
1) أخذ الطلاب المشاركين إلى المدير والثناء عليهم أمامه .
2) إحضار المدير أو الوكيل إلى الصف ؛ على الطلاب المتميزين .
3) إعلان أسماء الطلاب المميزين في الطابور الصباحي .
4) وضع اسم الطالب المميز في لوحة خاصة بالتخصص تجدد الأسماء عليها كل أسبوع .
5) إعطاء خطاب شكر للطالب .
6) إعطاء بطاقات صغيرة للطلاب المشاركين بحيث إذا حصل الطالب على أربع بطاقات تستبدل بشهادة كبيرة أو جائزة من المدير .
7) الاتصال بولي أمر الطالب في مقر عمله أو استدعائه ليثني على ابنه أمامه ويشكر ولي الأمر على جهوده
8) أن يجعل للطالب دوراً قيادياً داخل المدرسة أو الفصل ، كعريف للفصل أو الكتابة على السبورة ، أو جمع الواجبات ، أو الإذاعة أو المكتبة .
9) ترشيح الطلاب المميزين في الرحلات والزيارات .
10) التكريم في الحفلات العامة في المدرسة .
11) أن يوضع في خطاب الشكر والتقدير عبارة صورة لملف الطالب ، ويتم وضع صورة في الملف .
12) جعل أوسمة للمشاركين يلبسه الطالب طيلة اليوم الدراسي .
13) إجراء مقابلات مع الطلاب المميزين في الفسح والإذاعة المدرسية .
14) إشهار أعمال الطالب المبدع وإبداعاته ومقالاته ، وجعلها في مكان بارز من المدرسة ، أو تعليقها على لوحات معدة لذلك .
15) عقد لقاء بين الطلاب المميزين وبين شخصيات لها مكانة مرموقة في المجتمع للاستفادة من خبرتهم .
اللفظية 
الدعاء : وفقك الله ، بارك الله فيك ، سدد خطاك ، أدخلك الله الجنة ، جعلك الله قرة عين لوالديك ، حياك الله ، أسعدك الله في الدنيا والآخرة ، أعانك الله على طاعته ، نضر الله وجهك ، نور الله قلبك .
• الثناء والمدح : أنت من أحسن الطلاب اليوم ، ألا ليت طلابي كلهم مثلك ، الله الله ما أحسن هذه الإجابة ، أنت بطل ممتاز ، مهذب ، أتمنى أن يكون كل طالب في الصف مثلك يا فلان ، أكرم بك وأنعم يا فلان ، نعمت الإجابة إجابتك يا فلان أو نعم الرأي رأيك ....
• الشكر والتقدير : أشكرك ، شكر الله لك هذا الجهد ، شكراً لك على هذه الإجابة .
• التشجيع : أنت ستكون عالماً إن شاء الله ، أو إماماً ، أو مخترعاً ، أو مبدعاً ، أو متألقاً ، ألمح فيك معايير النجابة ، أتوسم فيك القيادة والريادة .
• الاستفادة من اسم الطالب في الثناء عليه وتشجيعه : مثل أن يقال للطالب فائز : أنت فائز يا فائز ، نصرك الله يا ناصر ، تستحق المدح يا ممدوح .
المادية
أدوات مكتبية : أقلام ، ميداليات ، ساعات ، علم المملكة على قاعدة صغيرة ، تقويم العام الهجري ، جداول دراسية .
علمية : مصحف ، كتيبات ، أشرطة بما يناسب سن الطالب ، أقراص كمبيوتر تحتوي على برامج علمية وثقافية ، التنسيق مع المكتبات ودور النشر ومكاتب الصحف والمجلات أن يجعل للطالب المتفوق اشتراك مجاناً أو نشخ محدودة من الرسائل والمجلات العلمية ، بطاقات أدعية وأذكر .
عينية أخرى : إفطار من المقصف مجاناً ، ألعاب وحبذا أن تكون ذات مغزى تربوي تنمي الفكر والإبداع والذكاء والصبر ، مناظر طبيعية ، باقة زهور ، طبق من الفاكهة أو الحلوى أو البسكويت ينتقي منه الطالب المتفوق ، مناديل قماشية ، سجادة صلاة ، سواك .
وتقدم هذه الهدايا حسب تقدير المعلم لوضع الدرس .
وبمرور المعلم الكريم على المكتبات أو المحلات التجارية سيجد الكثير من الهدايا قليلة الثمن عظيمة الأثر في نفس الطالب ، وصدق المصطفى حين قال : (( تهادوا تحابوا )) .
وللأخذ بهذه الأساليب التربوية آثار جملية على نفوس الطلاب ومن ذلك :
1- أنها ترفع مستواهم التحصيلي .
2- تزيد في تفاعلهم مع معلميهم .
3- تجعل المعلم حبيباً إلى قلوب طلابه ، ومحل إعجابهم .
4- تجعل الطلاب يتعلموا من معلميهم شكر الآخرين وتقديرهم والثناء عليهم .
ولقد أثبتت الدراسات :
 ( بأن الثواب له قيمتهالاجتماعية في إثارة دافعية وانتباه الطلاب في الموقف التعليمي الذي يتطلب من المعلم أن يكون قادراًعلى استخدام أساليب الثواب بصورة فعّالة ) . فالله الله في الابتسامة الكريمة والهدية الجميلة والكلمة الطيبة ، والمعاملة الحسنة .فعسى الله أن يكتب لك في الأخذ بهذه الأساليب الخير والأجر في الدنيا والآخرة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق