الجمعة، 11 أبريل 2014

العروض العملية كأحد طرق التدريس



مقدمة:

العروض العملية نشاط تعليمي له إمكانيات متعددة وفعالة فى مجال تدريس العلوم يقوم فيه المعلم بالنشاط أمام الطلاب ولكن هذا لا يمنع من قيام الطلاب بأنواع معينة من النشاط أمام زملائهم والمشاركة فى جوانب معينة مع توجيه وإشراف من جانب المعلم.

أنواع العروض العملية:

والعروض العملية تنقسم إلى ثلاثة أنواع :

1.عروض عملية يقوم بها المعلم وحده

2.عروض عملية يقوم بها طالب أو أكثر

3.عروض عملية يشارك فيها عدد من الطلاب مع المعلم

وتختلف العروض العملية عن المناقشة فى أنها تتطلب المشاهدة من جانب الطالب

الهدف من العروض العملية :

1. توضيح بعض الظواهر والحقائق العملية مثل التجارب الكيميائية التى تتطلب استخدام الكواشف للتعرف على المواد المجهولة

2. تعلم مهارات معينة أو عمليات معينة مثل تشريح حيوان أو عمل قطاعات نباتية.. إلخ

3. التعريف بالأجهزة وكيفية التعامل معها حيث يقوم المعلم بتشغيلها أمام الطلاب مثل جهاز الفولتاميتر، وجهاز عرض الشرائح الشفافة، وجهاز عرض الشفافيات.. الخ

الخطوات اللازمة لإنجاح العروض العملية

1.الإعداد الجيد للعرض

2. تهيئة الجو الملائم للعرض

3.الأداء الجيد للعرض

4.الزمن المناسب للعرض

5. ينبغي إجراء العروض التوضيحية مسبقا قبل عرضها أمام الطلاب

6. ينبغي أن تكون العروض "مفاجأة" للطلاب لم يسبق لهم رؤيتها

7. ينبغي أن يكون الغرض من العروض العملية واضحا

مزايا العروض العملية:

1. توفر مجال كبير لنقل الخبرات لجميع طلاب الصف

2. توفر اقتصاد فى التكلفة خاصة للأجهزة غالية الثمن

3. تقيد فى إجراء التجارب التى يتم استخدام مواد خطرة فيها مثل تفاعل الصوديوم مع الماء أو استخدام أجهزة الجهد الكهربائي مثل (فاندو جراف)

4. تمكن المعلم من تدريس أكبر قدر من المادة الدراسية بطريقة منظمة فى وقت أقل

5. تسهم فى تحقيق بعض الأهداف مثل تدريس المعلومات بطريقة وظيفية وتنمية التفكير العلمي ومهارات واتجاهات حل المشكلات وتنمية الميول العلمية

6. حل مشكلة عدم وجود الإمكانات اللازمة للدراسة العملية في المدارس



مجالات استخدام العروض العملية:

1. الاستخدام كأسلوب لتقديم موضوعات أو دروس جديدة مثل:

درس الكشف عن محاليل الأحماض والقلويات والأملاح واستخدام الكواشف مثل محلول فينول فيثالين ويشاهد الطلاب تلوين هيدرويد الصوديوم باللون الوردي ومن خلال المناقشات تثير مثل هذه العروض اهتمام الطلاب نحو أسلوب حل المشكلات.

2. توضيح أفكار وظواهر وعلاقات مثال:

اختلاف تمدد الأجسام الصلبة بالحرارة مثل تجربة أداء (الكرة والحلقة ) أو توضيح تمدد السوائل أو اختلاف درجة غليان السائل باختلاف الضغط الواقع على سطحه

3. حل بعض المشكلات التى تنشأ أثناء الدرس ويمكن للمدرس أن يوضحها عمليا بمساعدة الطلاب في التوصل للحل

مثال

تحليل الماء كهربائيا ولماذا نضيف قليلا من الحمض للماء، وضع مدفأة فى الأيام الرطبة خاصا عند إجراء تجارب الدلك للكشف عن الكهرباء الساكنة وتوصيل المحاليل للتيار الكهربائي مثل المحاليل الإلكتروليتيه وغير الإلكتروليتية أي الفرق ما بين محلول الملح ومحلول السكر فى إمكانية توصيل الكهرباء.

4. مقررات العلوم مليئة بالقواعد والقوانين التى يمكن توضيحها عن طريق نشاط العروض العلمية مثال : قوانين الطفو – تعيين كثافة جسم صلب غير منتظم الشكل – تعيين قانون الانعكاس ... الخ.

5- التطبيق العملي للنظريات العلمية باستخدام نماذج صناعية مثال:

درس التمدد الطولي للأجسام الصلبة المعدنية – القضيب الحراري المزدوج ، يمكن للمدرس أن يقوم بتوضيحات عملية لفكرة استخدام الصفائح المزدوجة فى عمل منذر الحريق ومنظم الحرارة وكذلك عمل الدينامو

6- استخدام العروض العملية كأسلوب للمراجعة بعد الإنتهاء من تدريس موضوع معين أفضل من أسلوب الشرح اللفظي وأكثر فعالية:

أبرز نواحي الخلل فى العروض العملية :

1. عدم ضمان توفر المشاهدة الواضحة لجميع الطلاب التى تعرض أمامهم مما يلزم المعلم أن يقوم باستخدام كل الوسائل والإمكانيات لتحقيق وضوح المشاهدة لجميع الطلاب.

2. عدم أدراك الطالب لطبيعة تركيب الأجهزة أي أن هناك كثير من الأشياء والخبرات يصعب على الطلاب إدراكها وتعلمها عن طريق المشاهدة وحدها أو السمع مثل الرائحة ، الملمس ، التذوق .. لوجود خبرات تستخدمها.

3.  قد تؤدي إلي فهم غير كامل أو صحيح لما يشاهده الطلاب من عروض فى الدرس خاصة أن بعض المدرسين لا يسألون الطلاب أو يناقشوهم فيما يعرض من نشاط أو قد يخجل بعض الطلاب في توجيه أسئلة للمدرس

4. من المحتمل فى العروض العملية أن يستأثر بالأسئلة والمناقشة بعض الطلاب تبعد المعلم عن الدرس الأساسي لموضوعات بعيدة ويضيع مبدأ تكافؤ الفرص والفروق الفردية.

5. غياب الجانب الحسي والملموس من جانب الطالب إذا ما قام المعلم بإجراء التجربة أو استخدام الجهاز بمفردة مما يؤدي إلى تشتيت انتباه الطلاب وشرود الذهن عن التخطيط الجيد للمعلم للعروض العملي

سوف نوضح فيما يلي عددا من العناصر الهامة التى يمكن أن يقوم عليها التخطيط الجيد لطرق وأساليب استخدام العروض العملية فى تدريس العلوم:

أولا : اعتبارات أولية :

أن أول ما يفكر فيها المعلم عند التخطيط لاستخدام العروض العملية فى درس معين ما يلي:

1. هل العروض العملية تخدم فعلا فى توصيل المادة إلى الطلبة وتوفير خبرات التعلم المناسبة وهل يثير نشاط العروض العملية اهتمام الطلبة؟

2. هل تتوفر فى المدرسة الأدوات والمواد والوسائل والأجهزة التعليمية المختلفة التى تحتاج إليها العروض العملية، وفي حالة عدم توفر بعضها هل يمكن للمدرسة أو للمعلم نفسه تدبيرها عن طريق أدوات وأجهزة مبسطة بديلة من إعداده أو تدبيرها من المدارس أو من مصادر أخري خارج المدرسة؟

3. هل الأدوات والأجهزة والوسائل التعليمية المستخدمة فى العروض العملية مناسبة الحجم بحيث تمكن جميع الطلبة من مشاهدة ومتابعة نشاط هذه العروض؟

4.  هل يساعد استخدام العروض العملية فى تحقيق فهم وظيفي للمادة أو المعرفة العلمية المراد تعلمها؟ وهل يساعد هذا الاستخدام فى تحقيق مهارات واتجاهات أو سلوك حل المشكلات وغير ذلك من الأهداف السلوكية التى يهدف إليها تدريس العلوم.

ثانيا : وضوح المشاهدة:

يفضل استخدام أدوات وأشياء وأجهزة مناسبة الحجم بحيث يسهل على جميع الطلاب مشاهدتها مثل الأجهزة الميكروسكوبية كما يمكن تكبير الصور والرسوم التوضيحية باستخدام أجهزة التكبير المناسبة مثل جهاز عرض المواد المعتمة أو جهاز عرض فوق رأسي ومن ناحية أخري فإن الخلفية أو الوسط الذي يوجد خلف الأدوات والأجهزة التى قد يستخدمها المعلم في عروضه العملية لها أهميتها فى تأمين المشاهدة الواضحة ففي بعض الحالات قد تؤثر سترة المعلم على وضوح إدراك مواد معينة يعرضها فى أنابيب الاختبار أو فى أو أوني زجاجية معينة.

ثالثا : تركيز انتباه الطلبة للعرض العلمي:

من الأساليب التى تفيد فى جذب انتباه الطلبة التوجيه المسبق للطلبة لمشاهدة أشياء أو عمليات معينة سوف يقوم المعلم بعرضها ومنقاشتهم بعد ذلك فيما شاهدو كأن يستخدم نموذجا شغالا لمضخة الحريق أو عرضا شغالا لعمل الممص فى نقل ماء ملون من إناء إلى أخر، تحول محلول تباع الشمس الأزرق إلى اللون الأحمر

رابعا : استخدام أنواع متعددة من النشاط والوسائل التعليمية :

يجب أن يراعي المعلم عند التخطيط للعروض العملية احتمال تعديلات بسيطة فى الخطة وأنواع النشاط التى سبق أن أعدها وما لم يعمل المعلم على توافر هذه الأدوات والأجهزة فيصعب عليه مواجهة مثل هذه المواقف بعروض عملية مباشرة.

خامسا : الاستعداد السابق للعروض العملية واختبار المواد والأدوات والأجهزة المستخدمة:

فمثلا يمكن أن نلاحظ على مدرس معين من علامات الارتباك والقلق عندما يعمل على إعداد الأدوات والمواد والأجهزة التى قد يحتاج إليها فى الدقائق القليلة التى تسبق بدء الدرس وفي حالات أخري يدخل المعلم الحصة ولم يحضر هذه الأشياء أو لم يستكملها ويضطر إلى إخراج بعض الطلبة أكثر من مرة أثناء الدرس لإحضارها من حجرة التحضير أو أن يخرج المعلم بنفسه ويترك الدرس لهذا الغرض ومثل هذا الأسلوب غير مقبول من المعلم بطبيعة الحال لأنه فضلا عما يهدره من وقت كان من الأجدى أن يستثمر فى التعلم

سادسا : وضوح الغرض أو الأغراض من العروض العملية فى أذهان الطلبة:

وذلك يساعد الطلاب فى متابعة نشاط العرض والمشاركة الذهنية الفعالة فى التوصل إلى نتائج أو حلول معينة ففي حالات عرض عملي عن التحليل الكهربائي للماء مثلا واستخدام جهاز الفولتامتر الكهربي يمكن أن يعبر المعلم عن العرض من هذا النشاط العملي فى صورة الأسئلة التالي:

1. ما العناصر التى يتركب منها الماء بأي نسبة حجمية ؟ وهكذا يتيح المعلم لطلبته الفرصة للتفكير والمشاركة معه فى العرض العملي للتوصل إلى الإجابات الصحيحة ومثل هذا الأسلوب يسهم فى تحقيق غايات لها أهميتها فى مجال تعلم الطلبة للعلوم

سابعا : التدرج فى العرض العملية وإشراك الطلبة فيه:

من القواعد العامة للعروض العملية ألا يسرع مدرس العلوم فى إجراء هذا النوع من النشاط وكذلك ألا يسرع في الشرح بدرجة لا تمكن الطلبة من الفهم السليم للعمليات أو الأفكار والمفاهيم الأساسية التى توضحها العروض العملية وعلى مدرس العلوم أن يدرك أن إشراك الطلاب فى العروض العملية فضلا عن تحقيق المشاركة الذهنية والجسمية فى الدرس فإنها ولا شك تتيح للطلبة الفرص لاكتساب بعض مهارات الأداء والعمل والتفكير التى لا غني عنها فى مجال تعلم العلوم

ثامنا: التقويم والتحقق من الفهم السليم:

 ومن العناصر الأساسية عند التخطيط للعروض العملية أن يتضمن هذا التخطيط تقويما لتعلم الطلبة والتحقق من الفهم السليم فيستطيع المعلم مثلا أن يطلب من أحد الطلبة أن يصف ما شاهده في العرض العملي ومن طالب أخر أن يذكر الغرض من إجراء تجربة معينة ومن طالب ثالث أن يشرح طريقة أو خطوات العمل أو تفسير النتائج ومن خلال نشاط الطلبة يمكن للمدرس أن يبين مدي ما حققه الطلبة من تعلم كما أنها تمكنه فى نفس الوقت من تقويم تعلم الطلاب في جوانب معينة مثل ميول الطلبة واهتماماتهم العملية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق