يعد التفاعل الصفي وما يسود الصف من مناقشة وحوار وتبادل آراء صورة مصغرة للحياة الواقعية التي بدأت تشكل طموحاً وتحدياً أمام التربويين والمنظرين للتدريس الصفي . إذ بدأت المجتمعات تشكو وتضيق بالأدوار التقليدية التي طغت فيها الممارسات التدريسية الصفية، ومرد هذه الشكوى إلى فشل المدرسة في تحقيق الهدف الذي أنشئت من أجله ، إذ بدأ الطلبة يظهرون سلوكيات غير مرغوب فيها نتيجة سلبيتهم وشرودهم اللاشعوري في غرفة الصف مثل الانسحاب من المواقف الاجتماعية ، والسلبية في إبداء الرأي ، وتدني سلوكيات المبادرة في المواقف التي يواجهونها.
لذلك بدأت المجتمعات تتطلع إلى المدارس لكي تتبنى أهدافاً أكثر واقعية تلبية لحاجاتها المختلفة في تطوير فاعلية الطلبة وتحسين صحتهم النفسية وتطوير اتجاهات ايجابية نحو أنفسهم ، وإعمال الذهن والتفكير في هموم المجتمع وقضاياه وحاجاته والمبادرة الاجتماعية والذهنية في المواقف التي يواجهونها في المدرسة وخارجها.

اهمية التفاعل الصفي
يعتمد نجاح العملية التعليمية التعلمية بدرجة كبيرة على طبيعة التفاعل بين المعلم وطلابه ، وبين الطلاب والمعلم ، وبين الطلاب أنفسهم أيضاً ففي بعض الأحيان يحدث هذا التفاعل بطريقة طبيعية وفي أحيان أخرى لابد من إجراء التعديلات لتوفيره.
ويعتبر كثير من التربويين موضوع التفاعل الصفي في العملية التربوية من أهم الموضوعات التي يجب أن يعيها كل من الموجه التربوي والمعلم والطالب وذلك للأسباب التالية :
1. يعول على التفاعل الصفي في التخطيط للتعليم والتعلم وفي تنفيذ وتقويم ما خطط له.
2. للتفاعل الصفي أهمية في عمل المعلم فبعد أن كان ملقناً صاحب معروفة وحيد على عاتقه تقع مهمة التعليم أصبح موجهاً ومنظماً ومرشداً أما الطالب فقد أصبح مشاركاً بعد أن كان متلقياً فقط.
3. يطور الطلبة في عملية التفاعل الصفي أفكارهم وآراءهم بعناية المعلم الذي يحرص عل رفع مستواها وارتقائها.
4. يزيد حيوية الطلبة في الموقف التعليمي ، إذ يعمل على تحريرهم من حالة الصمت والسلبية والانسحابية إلى حالة البحث والمناقشة وتبادل وجهات النظر في القضايا التي تهمهم وتلبي حاجاتهم.
5. يساعد الطلبة على تطوير اتجاهات ايجابية نحو الآخرين ومواقفهم ، وأرائهم فيستمعون لرأي الآخر ويحترمونه.
6. يتيح التفاعل الصفي فرصاً أمام الطلبة للتعبير عن أبنيتهم المعرفية والمفاهيم التي يمتلكونها من خلال الادلاء بآرائهم وعرض أفكار حول أي موضوع أو قضية صفية.
7. يتيح للطالب فرصاً للتدريب على الانتقال والتخلص تدريجياً من تمركز تفكيره حول ذاته والسير نحو ممارسة عضويته الاجتماعية مما يساعده على التقدم نحو الفرص التي يمارس فيها استقلاله في الرأي ويسهم ذلك في نهاية المطاف في تطوير شخصيته وتكاملها.
8. يقدم فرصاً مناسبة لقدرات الطلبة وامكاناتهم الذهنية ليمارسوا التفكير المستقل في ظل ظروف قريبة من الظروف الطبيعية والحيوية إذ تتاح لهم فرص مناسبة كما هي الحال في الحياة الواقعية.
9. يهيئ التفاعل الصفي جواً تسوده الممارسات الديمقراطية ، ويمكن أن يظهر فيه الطلبة الأداءات التالية:
1. التعبير عن آرائهم بحرية.
2. أخذ أفكار الأخرين والبناء عليها.
3. ممارسة الطالب لفرديته (تطوير الرأي الفردي).
4. البدء في الحوار والاستمرار فيه.
5. الانضباط بصبر دون تهيج أو غيظ.
ويمكن تحديد ملامح الجو الصفي العام الذي يعتمد في ممارسته التفاعل اللفظي وتسود الممارسات الديمقراطية فيما يلي:-
1. تسود العلاقات الودية الانسانية.
2. يسود التعاون بينهم لانجاز المهمات.
3. تسود دوافع الانجاز الفردي والجماعي.
4. تربطهم علاقات دائمة.
5. تسودهم اتجاهات إيجابية نحو الجماعة والأفراد.
6. يتحول الجو الصفي إلى بيئة غنية دافئة ، مثيرة سارة ، فيميل الطلبة إلى قضاء أكبر وقت فيه.
7. احترام آراء الطلاب وتقديرها مما يثير الإعجاب بينهم.
8. احترام العمل الجماعي من خلال تفاعل الآراء بين الأفراد تفاعلاً ايجابياً.
9. يعزز دور المعلم في الصف كقائد تربوي في الصف.
10. يتعاملون مع المعلم بود وبصفته كبيراً راشداً ينبغي أن يحترم.
ومن خلال أهمية التفاعل الصفي يمكن اعتبار الصف مختبراً بشرياً تجري بداخله تفاعلات كثيرة بين المعلم وطلابه وبين الطلاب أنفسهم ينتج عن هذه التفاعلات أنماط سلوكية متنوعة تقتصر على التفاعل اللفظي ويكاد التفاعل الصفي في المواقف التعليمية يكون تفاعلاً لفظياً رغم ما يجرى في هذه المواقف من ألوان أخرى من التفاعل لا تعتمد على استخدام الألفاظ وإنما تستخدم وسائل أخرى كالإشارات والحركات والوسائل البصرية المتنوعة.

اساليب تحسين التفاعل
ينطوي التدريس الفعال على اتصال فعال ، ومن هنا لا يمكن التفريق بين الغرض من تحسين التدريس وبين الغرض من تحسين الاتصال أو التفاعل.
وفيما يلي اقتراحات يمكن أن تكون ذات فائدة للمعلمين في جهودهم الرامية لتحقيق الاتصال الناجح مع طلابهم:
1. استخدام الألفاظ التي تشعر التلاميذ بالإقدام.
2. حفظ أسماء الطلبة ومناداتهم بها.
3. تقبل آراء الطلاب وأفكارهم ومشاعرهم سواء أكانت سلبية أم إيجابية.
4. استخدام أساليب التعزيز الإيجابي الذي يشجع على المشاركة من غير إسراف أو تقتير وفي الوقت المناسب.
5. طرح أسئلة صفية متنوعة وشاملة.
6. توجيه الأسئلة الصفية إلى جميع الطلاب ثم تحديد طالب للإجابة على السؤال وإذا تعثر يمكن تحويله لطالب آخر.
7. تشجيع الطلاب على طرح الأسئلة والاستفسار والاهتمام بهذه الاسئلة.
8. تقديم تغذية راجعة ودون الاعتماد على إصدار الاحكام.
9. إعطاء الطلاب الوقت الكافي للفهم والإجابة عن الأسئلة.
10. الابتعاد عن الإشارات – حركات المعلم وإشاراته وتعابير وجهه – التي تشعر الطلاب بالسخرية أو الإستهزاء.