الجمعة، 7 مارس 2014

استراتيجية التعليم القائم على التفكير الناقد



خامساً: استراتيجية التعليم القائم على التفكير الناقد


إن مهارة التفكير الناقد تركز على عمليات ذهنية تذهب إلى ما بين السطور والحقائق المتضمنة ، وتتطلب من المتعلم إعادة النظر وتغيير النظرة التي كان ينظر إليها من قبل ، وحين يمارس المتعلم هذه المهارة فهو يصوغ المعرفة بطريقة أصيلة ويتفاعل معها بأقصى درجات الفاعلية ، ثم يصوغ خبرات جديدة وتوقعات جديدة يتجاوز فيها الخبرة أو الدرس الذي يقدم إليه ، وبذلك يكون تفكيره تفكيراً إبداعياً مستنيراً

وهذا يتطلب التأكيد على أن يعمل معلم التربية الإسلامية على إكساب المتعلمين القدرة على التفكير حتى يتحول التفكير لديهم إلى مهارة في مواجهة مشكلات الحياة بجدية وبعد عن العبث واللهو وتطبيق المعرفة وكيفية التعامل مع المواقف وتنويع الأفكار ليشمل التخطيط واتخاذ القرار والبحث عن البدائل والتخمين والابتكار ودون تحيز أو تسرع أو غرور أو تطرف .

التعرف على مفهوم التفكير الناق
هناك تعريفات عديدة للتفكير الناقد منها :

1. نشاط عقلاني هادف ، توجهه رغبة قوية لتقويم مصداقية أمور وأشياء موجودة وفق معايير علمية ومنطقية ثابتة .

2.التفكير الصحيح حول المعرفة الصحيحة والمناسبة عن العالم الذي نعيش فيه      

3.عملية عقلية تضم مجموعة من مهارات التفكير التي يمكن أن تستخدم بصورة منفردة أو مجتمعة دون التزام بأي ترتيب معين للتحقق من الشيء أو الموضوع وتقويمه بالاستناد إلى معايير معينة من أجل إصدار حكم حول قيمة الشيء أو التوصل إلى استنتاج أو تعميم أو قرار

4. استخدام التحليل والتقييم ومراجعة الذات ، ويتطلب الإبداع والاستقلالية .


ويشمل التفكير الناقد :



·  مهارات ما وراء المعرفة : حيث يراجع المتعلمون طرق تفكيرهم ويراقبون تعلمهم ويراجعون أنفسهم 
· منظمات بصرية : حيث يبتكر الطلبة صوراً لتفكيرهم كالخرائط المفاهيمية والشبكات والرسوم البيانية والخرائط والجداول البيانية والمنظمات البصرية .

·  التحليل : يحلل الطلبة وسائل الإعلام والإحصائيات وأموراً أخرى مثل التحيز والنمطية


أهمية التفكير الناقد وفوائده:

1. يعد التفكير الناقد أحد الضرورات التي يقتضيها العصر الذي نعيش فيه حيث تفجر المعرفة وتنوع مصادر المعرفة

2. يساعد المتعلم على انتقاء مفاهيمه وخبراته فلا قبل أي معرفة دون إخضاعها إلى هذا المعيار

3. يتعلم الطالب من خلال التفكير الناطق مهارات التفكير المنطقي ، حيث الحجة والإقناع

4. وسيلة لتدريب العقل على أنماط تفكير متعددة وصولاً إلى حل المشكلات



مهارات التفكير الناقد 
يتضمن التفكير الناقد مجموعة كبيرة من المهارات وفيما يأتي بعض منها :


1.  التمييز بين الحقائق التي يمكن إثباتها أو التحقق من صحتها وبين الادعاءات أو المزاعم الذاتية 
2. التمييز بين الادعاءات والأسباب ذات العلاقة بالموضوع ، وتلك التي تقحم على الموضوع ولا ترتبط به . 
3. تحديد مصداقية مصادر المعلومات ومراجعها

4. التمييز بين الاستدلال والتبرير 
5. التعرف على الادعاءات أو البراهين الغامضة

6.التعرف على المغالطات المنطقية ( الاستنتاجات الخاطئة ) 
7. تحديد التشابهات والاختلافات بين موقفين أو فكرتين حول قضية ما 
8. تطبيق مهارات حل المشكلات التي تعلمها سابقاً 
9.التعرف على أوجه التناقض أو عدم الاتساق في مسار عملية الاستدلال من المقدمة أو الوقائع وتحديد درجة القوة في البرهان أو الادعاء 
10.التعرف على الافتراضات غير الظاهرة أو المتضمنة في النص 
11.تحديد مواطن التحيز أو التحامل

إن مهمة التدريب على التفكير الناقد مهمة ليست سهلة ، وإنما تتطلب تدريباً كافياً حتى يصبح المتعلم مفكراً ناقداً أولاً ثم يصبح لديه القدرة على ممارستها أمام المتعلمين ويصبح بذلك نموذجاً يمكن للمتعلمين الاحتذاء بممارساته وإدخالها في أبنيتهم المهارية والمعرفية .

ولا يتم تدريس مهارات التفكير الناقد بطريقة المحاضرة من خلال شرح هذه المهارات للطلبة ، ولكن يمكن للمعلم تزويد الطالب بهذه المهارات بطرق مختلفة تشمل الاستقصاء وحل المشكلات ، وأفضل الطرق لتعليم هذه المهارات هو من خلال تكليف الطلبة بالكتابة حول موضوع معين يحدده المعلم ، حيث يقوم الطلبة باكتساب وتحليل وتركيب المعلومات ، ثم يقومون بتقديم هذه المعلومات واستنتاجاتهم حولها بشكل مكتوب ، كما أن ممارسة المعلم لهذه المهارات من خلال تفكيره بصوت مرتفع يساعدهم في نمذجة هذه المهارات وتمثلها .


والتدريب على مهارة التفكير الناقد يمر في مرحلتين هما : المرحلة التمهيدية والمرحلة التدريبية


أولاً : خطوات المرحلة التمهيدية :


1.  قراءة الدرس مع الاستيعاب

2. تحديد الأفكار الأساسية

3. تحديد المفاهيم المفتاحية

4. صياغة محتوى النص ومضمونه في جملة خبرية

5. إبقاء الجملة الخبرية على شاشة الذهن (أنا أفكر )

6. اعتبار مجموعة الأفكار المتضمنة في الدرس

7. تنظيم المعلومات بطريقة متسلسلة ومنطقية

8. تقويم هذه المعلومات المنظمة والمتسلسلة منطقياً



ثانياً : خطوات المرحلة التدريبية :


1. صياغة الفكرة التي طورها المعلم بعد مروره في الخطوات التمهيدية

2. ملاحظة العناصر المختلفة في الدرس

3. تحديد العناصر اللازمة وغير اللازمة وفق معايير مصاغة 
4. طرح أسئلة تحاكم العناصر اللازمة 
5. ربط العناصر بروابط وعلاقات

6. وضع الأفكار المتضمنة على صورة تعميمات في جمل خبرية

7. صياغة استنتاجات

8. التمييز بين الاستنتاجات الصحيحة والخاطئة

9. صياغة افتراضات عامة

10. التريث في قبول الحكام والتسليم بها

11. توليد معاني جديدة اعتماداً على التعميمات

12 .بناء توقعات جديدة تتجاوز الخبرة التي تضمنها الدرس

 كيف تستخدم استراتيجية التفكير الناقد

· العصف الذهني غالباً ما يدعم التفكير الناقد

·  شجع المتدربين على إنتاج حلول وبدائل كثيرة

·  شجع المتدربين على أن ينظروا لقضية ما من زوايا متعددة ومن منظورات مختلفة

·  شجع المجموعات بأن يفكروا بطريقة خلاقة للوصول إلى حلول جديدة

·  تأكد من أن كل فرد في المجموعة له نفس الفرص في المشاركة

·  حدد قواعد جلسة العمل مثل الإصغاء الفاعل والاحترام

·  اسمح لكل شخص بفرصة التفكير قبل أن يتحدث

·  جد طريقة للتعرف على المعرفة القبلية لكل مشارك

·  سجل جميع الأفكار ثم ساعد المجموعات للتوصل إلى الأولويات وخطط العمل


دور المتعلم في استراتيجية التعليم القائم على التفكير الناقد


1. يظهر الانفتاح ويتقبل آراء الآخرين

2. يستخدم المنطق والدليل العلمي لتطوير أفكاره الشخصية

3. يتعاون مع الآخرين في تبادل المعلومات

4. يبحث عن معلومات جديدة للتأكد من أن جميع الحقائق قد أخذت بالحسبان

5. يظهر حب الاستطلاع في تطوير وجهات نظر جديدة

6. يتبع خطة ويستخدم مصادر مختلفة لجمع وتنظيم الأفكار

دور المعلم في تطوير واستخدام استراتيجيات التعليم القائم على التفكير الناقد


1. يحلل النتاجات ويختار قضايا ومفاهيم يحتمل نجاحها إذا درست بهذه الطريقة

2. يعلم استراتيجيات التفكير بشكل مباشر والتي تشمل الاستقراء والاستنتاج والتحقق والتلخيص وغيرها

3. ينمذج الاستراتيجيات بالتفكير بصوت عال ويشجع الطلبة على عمل ذلك

4. يدعو الطلبة إلى تبادل اهتماماتهم وتحليل الأوضاع واستكشاف استراتيجيات التغيير

5. يقدم نموذجاً للاتجاهات الإيجابية لوجهات نظر مختلفة

6. يستخدم الرسوم البيانية والخرائط والجداول البيانية والمنظمات البصرية في التعليم حتى يرى المتعلمون عروضاً مرئية

7.يتأكد من أن الأفكار المتولدة من العصف الذهني قد استخدمت لإعداد خطة

8.يراقب تقدم الطلبة ويعطي تغذية راجعة لما يتطلبه الموقف

9. يوفر الوقت المناسب للتفكير خلال الحصة ولا يستأثر بالوقت كاملاً

10.يوفر فرصاً للطلبة لشرح أفكارهم وتقديم مسوغاتهم ، ويحترم أفكارهم .

كيفية إعداد أنشطة تفكير ناقد


بما أن التفكير الناقد هو قدرة الفرد على إبداء الرأي المؤيد أو المعارض في المواقف المختلفة مع إبداء الأسباب المقنعة لكل رأي ، ومن هذا التعريف الإجرائي البسيط يمكن لكل فرد أن يزاول هذا النمط من التفكير بصورة ذاتية ، أو من خلال التفاعل مع الآخرين ، ويكفي هنا أن يكون منا صاحب رأي في القضايا المطروحة ، وأن يدلل على رأيه ببينة مقنعة حتى يكون من الذين يفكرون تفكيراً ناقداً

وحتى نحصل على هذه القدرة ـ نحن ومعلمونا وطلابنا ـ بدرجة أفضل يهمنا في هذا المقام أن نعرف أين يقع التفكير الناقد على السلم المعرفي عند بلوم ؟

لقد صنف بلوم مستويات التفكير الإنساني إلى ستة مستويات هي : المعرفة ، والفهم ، والتطبيق ، والتطبيق ، والتحليل ، والتركيب ، والتقويم ، والملفت للنظر أن التفكير الناقد لا يمكن أن ينطلق إذا لم يسبقه " تحليل " دقيق للموقف المراد نقده ، كما أن إبداء الرأي المؤيد أو المعارض للموقف المحلل هو " تقويم " ، ومن هنا نجد أن التفكير الناقد هو من مستويات التفكير العليا ويحتل المستويين الرابع والسادس من مستويات بلوم .

إذاً يلزم كمقدمة للتدريب على التفكير الناقد أن ندرب أنفسنا على المهارتين الجزئيتين الرئيسيتين من مهارات التفكير الناقد وهما التحليل والتقويم .

أولاً : مهارة التحليل :

تعرف هذه المهارة : ـ في مجال التحليل المادي ـ على أنها تجزئة الكل إلى مكوناته ، أما ـ في مجال التحليل النوعي ـ فتعني هذه المهارة من بين ما تعني : قيمة ووظيفة وعلاقة كل مكون بالنسبة لغيره منت المكونات ، أو بالنسبة للكل الذي ينتمي إليه ، وكذلك أوجه الشبه والاختلاف بينهما .
ثانياً : مهارة التقويم :

تعرف هذه المهارة بأنها القدرة على إصدار حكم على فرد أو حدث أو ظاهرة استناداً إلى معايير قائمة على القياس أو الوصف . 
إن تعرف مهارتي التحليل والتقويم يساعدنا في الحكم على مدى إتقاننا أو إتقان معلمينا أو طلابنا لهذا التفكير ، فالدقة في التحليل كمياً ونوعياً ، والاستناد لمعايير التقويم القائمة على القياس أو الوصف هي أمور ضرورية للحكم على فعالية التفكير الناقد .

يقول جروان (1997) : التفكير الناقد محكوم بقواعد المنطق ، ويقود إلى نتاجات يمكن التنبؤ بها " ، ومن هذا الوصف للتفكير الناقد ، يكون هذا التفكير تفكيراً تقاربياً ، لأنه يسعى إلى إعطاء حكم محدد في مواقف محددة ، وهو تفكير تحليلي لأنه يستند إلى قواعد المنطق التي تصل إلى النتائج من المقدمات "


هناك تعليق واحد: