الجمعة، 7 مارس 2014

استراتيجيات تعليم المفاهيم



سادساً: استراتيجيات تعليم المفاهيم

تعريف المفاهيم الدينية:

· يعرف المفهوم في التربية الإسلامية: بأنه وصف لأشياء أو مواقف أو مدركات عقلية لها خصائص مشتركة تميزها عن غيرها يعبر عنها بكلمة أو كلمتين، أو وصف لشيء مفرد أو ذات واحدة تنفرد عن ما في الكون.

أنواع المفاهيم الإسلامية


تنقسم المفاهيم الإسلامية إلى الأنواع الآتية (الفريد، 1995):

1.  مفاهيم إسلامية لها واقع محسوس، تدرك عن طريق الحواس، ومن الأمثلة على ذلك سائر الأحكام التي وردت في كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، مثل الصلاة والزكاة والحج.

2.  مفاهيم إسلامية لها واقع محسوس، تدرك عن طريق الإحساس بآثارها الدالة على وجودها، ومن الأمثلة على هذا النوع: الاستدلال على وجود الله الخالق من خلال مظاهر خلقة العديدة المتنوعة المبثوثة في هذا الكون الواسع.

3.  مفاهيم إسلامية لها واقع لا يدركه الإنسان بحواسه، لأنها من عالم الغيب، ومثال ذلك: الجن والشياطين والملائكة، فهي مفاهيم لها واقع لا يدركه الإنسان بحواسه، لكن المصدر الذي أخبرنا بها قد قطع العقل بصدقة.

خصائصها المفاهيم الإسلامية:

يمكن إبراز أهم خصائص المفاهيم الإسلامية بما يلي (الجلاد، 1999)

1.  المفاهيم الإسلامية تستمد من مصدر ثابت (لا يتغير ولا يتبدل) ومن ثم، فهي تعكس على المفاهيم ثباتاً في جانبها المستمد من المصدر التأسيسي (الوحي).

2.  المفاهيم الإسلامية تستمد من مصدر مستقل متميز عن المكلفين كافة، فلا يتدخل فيه بشر، ذلك أن العبرة هي الاستدلال بالدليل.

3.    المفاهيم الإسلامية تستمد من مصدر مستقل عن الخبرة التاريخية أو الخبرة المعاشة . 
4. المفاهيم الإسلامية تستمد من مصدر يتسم بالعموم في مخاطبة المكلفين كافة في إطار من تكريس قيمة المساواة في التكليف، ولكن لكل دورة المخصوص وفق حدود التكليف.

5. المفاهيم الإسلامية تتصف بالشمول والكلية لكل جوانب الحياة ولكل المستويات كافة.

6. المفاهيم الإسلامية ضابطة ومهمة للعقل.

7. المفاهيم الإسلامية تتميز بالخصوصية والأصالة. 
8  المفاهيم الإسلامية تشكل فيما بينها منظومة من المفاهيم المجتمعة المتميزة.

9. المفاهيم الإسلامية تتميز بأخلاقيتها وقيمها، ولا تدعي الحياد والبعد عن إطار القيم والأخلاق.

10. المفاهيم الإسلامية (خاصة بجانبها الثابت) رغم استقلاله وتميزه عن الواقع وضغوطه، إلا أنها واقعية تعتبر الواقع الذي يشكل عطاءها المستمر والمتجدد من خلال استجابات هذه المفاهيم النظامية والحركية تحياته، فهي إن استقلت بناءً لا تستقل تعاملاً. 

الاستراتيجية الأولى: الخرائط المفاهيمية

عرف نوفاك Novak, 1998, p.3)) الخريطة المفاهيمية بأنها أداة لتمثيل المعرفة، وهي تقرأ من الأعلى إلى الأسفل، حيث يكون الأكثر عمومية في الأعلى، والأقل عمومية والأكثر تخصصاً في الأسفل.

فوائد استعمال الخرائط المفاهيمية:

للخرائط المفاهيمية أهمية كبير في جوانب متعددة من عناصر العملية التعليمية (المعلم، الطالب، التقويم، المنهج) وقد أشارات مجموعة من الدراسات إلى هذه الفوائد، منها:

أولاًً: المعلم: حيث أشارات الدراسات إلى أهمية هذه الطريقة في التدريس الفعال للمعلم:

· قدرتها على زيادة الوعي بالمفاهيم وعناصر المفاهيم المراد تدريسها في الصف،

· قدرتها على إعطاء المعلمين صورة شاملة وواضحة لهذه المفاهيم، والتقليل من الخطأ في تفسير المفاهيم.

· قدرتها على المساعدة في تمثيل المعرفة وعرضها في التدريس.

· قدرتها على المساعدة في تدريس المواضيع التعليمية المختلفة.

· مساعد المعلمين في التميز بين الأفكار الصحيحة والخاطئة عند الطلبة.

· تساعد المعلم في التخطيط للدروس، حيث أنها تقوم بتوضيح المفاهيم، وتقرير تسلسل التعلم لدى الطلبة.

· تسمح للمعلم لرؤية قدرة الطلبة على تنظيم معرفتهم،

ثانياً الطالب: فقد أشارات الدراسات إلى مجموعة من الفوائد منها:

· تساعد الطلبة على بناء فهم لهذه الوحدة.

· تساعدهم على تنظيم المعلومات، وفي إجراءات المشاريع، وإدراك المفاهيم التابعة والمهمة المتعلقة بالموضوع العام.
· تسمح للطلبة بفهم العلاقات بشكل نشيط بين المفاهيم، وفهمهم لموضوع الدرس،

· تعطي للطلبة القدرة على تميز المفاهيم الجديدة، وتساعده على الربط بين هذه المفاهيم والمفاهيم الجديدة، وتساعدهم على تحديد العلاقات الرئيسة بين المفاهيم التي يحتاجونها، ويؤدي ذلك إلى التعلم ذو المعنى.

· تساعد على الاحتفاظ بالمعرفة لفترات طويلة من الوقت.

· تساعد على تسريع التعلم الحالي، وإنها تظهر نجاحاً في تحديد إذا ما كان الطلبة يربطون المعرفة المسبقة بفاعلية أكثر.

· تساعد الطلبة على تطوير حل المشكلات عند تدريس المناهج

مراحل بناء خرائط المفاهيم:


ويتم بناء الخرائط المفاهيمية سواء كان ذلك من قبل المعلم أو الطالب على خمسة مراحل، هي:

1. اختيار المفاهيم Select  : التركيز على الموضوعات، ثم تميز الكلمات الدليلة أو العبارات ذات الدلالة. 
2. تنظيم المفاهيم Rank: تصنيف المفاهيم (كلمات مفتاحيه) من المجردة والأكثر شمولية، إلى الأقل تجريداً أو المحددة.

3.   تجميع المفاهيم Cluster: حيث أن هذه الوظيفة تشبه مرحلة التلخيص ويتم من خلالها ربط المفاهيم بعضها مع بعض في عناقيد مفاهيمية تشغل المستوى نفسه من التجريد والتي ترتبط بها مباشرة.

4.    ترتيب المفاهيم  Arrange: ترتيب المفاهيم وعرضها على شكل بياني أو تخطيطي في بعدين.

5.   ربط وإضافة المقترحات Link and add proposition: ربط المفاهيم مع خطوط الربط وتسمية كل خط حسب المقترحات. 
استراتيجيات التدريس بواسطة الخرائط المفاهيمية:

يجب الانتباه إلى أهمية التدريس المباشر للطلبة قبل  البدء برسم الخرائط المفاهيمية.وهناك مجموعة من الاستراتيجيات التي يمكن أتباعها لعمل خرائط مفاهيمية ذات قيمة تعليمية عالية، وهي:

1. تدرب الطلبة على إنتاج الخرائط المفاهيمية.

2. البدء بموضوع بسيط، من خلال استعمال عدد قليل من المفاهيم.

3. ضرورة تقديم أمثلة لخرائط مفاهيمية (لجميع مستويات الصفوف الدراسية)، لأن ذلك يساعد على معالجة الموضوع، وزيادة الثقة عند الطلبة.

4. التأكيد على أهمية التفكير في كل الوصلات المحتملة بين المفاهيم.

5. التأكيد على أنه ليس هناك جواب واحد صحيح فقط، ولكن هناك في أغلب الأحيان أكثر من وصلة واحدة ملائمة. 
6. التأكيد على أهمية استعمال الأسهم والاتجاهات في وصف العلاقات بين المفاهيم.

الاستراتيجية الثانية: الاستقرائية

وهي طريقة تعتمد على الانتقال من الجزئيات إلى القضايا الكلية والقواعد العامة.
خطوات تنفيذ الطريقة الاستقرائية:
يعتمد تنفيذ الطريقة الاستقرائية على ست خطوات على النحو الآتي:
الخطوة الأولى: التمهيد: من خلال قيام المعلم بالتهيئة للموضوع وإثارة تفكير الطلبة.
الخطوة الثانية: العرض: وتشتمل على إعطاء أمثلة على المفهوم مع التركيز على أن تكون هذه الأمثلة منتمية وغير منتمية، والتدرج في مستوى صعوبة الأمثلة.
الخطوة الثالثة: الربط والمقارنة: من خلال مناقشة الأمثلة مع الطلبة لمساعدتهم على تصنيفها وتمييز الأمثلة المنتمية وغير المنتمية، واستقراء الخصائص المميزة للمفهوم.
الخطوة الرابعة: صياغة التعريف أو التعميم أو القاعدة: يساعد المعلم الطلبة على صياغة تعريف المفهوم على ضوء خصائصه التي تم استخلاصها.
الخطوة الخامسة: التطبيق: حيث يختبر الطلبة في هذه الخطوة صحة التعميم أو التعريف الذي توصلوا إليه من خلال تطبيقه على أمثلة أخرى، حيث تؤدي هذه  الخطوة إلى حفظ القاعدة أو التعريف أو التعميم الذي تم التوصل إليه.
الخطوة السادسة: التقويم الختامي: يتم في هذه الخطوة التأكد من اكتساب الطلبة للمفهوم، وذلك عن طريق القيام بعدد من الأنشطة مثل: إعطاء أمثلة منتمية وأخرى غير منتمية، والإجابة عن عدد من الأمثلة التي تطرح عليهم.
الخطوة السابعة: الواجب البيتي:

الاستراتيجية الثالثة: القياسية

وهي تعني الانتقال من العام إلى الخاص، ومن الكليات إلى الجزئيات، ومن التعريف إلى الأمثلة عليه،
خطوات تنفيذ الطريقة القياسية:
يعتمد تنفيذ الطريقة القياسية على ست خطوات على النحو الآتي:
الخطوة الأولى: التمهيد: حيث يهيئ المعلم الطلبة للموضوع من خلال إثارة تفكيرهم.
الخطوة الثانية: تعريف المفهوم أو القاعدة أو التعميم: من خلال تحديد اسمه، وتحديد الخصائص التي تميزه عن غيره، ومن ثم كتابته في جملة.
الخطوة الثالثة: شرح التعريف: من خلال التفاعل بين الطالب والمعلم. حيث يقوم المعلم بشرح التعريف ومفصلاً دلالة الألفاظ المتضمنة فيه، ويطرح على المتعلمين مجموعة الأسئلة النظرية ويوجههم إلى تحديد سمات المفهوم.
الخطوة الرابعة: إعطاء أمثلة على المفهوم: حيث يقوم المعلم بعرض أمثلة متنوعة على الطلبة، ويراعي أن تكون الأمثلة متدرجة في صعوبتها، ومتوافقة مع خبرات الطلبة السابقة، وفي مرحلة متقدمة من النقاش يورد المعلم أمثلة منتمية وغير منتمية ويطلب من الطلبة التمييز والتفريق بينها مع ذكر التعليل المناسب لكل مثال.
الخطوة الرابعة: التطبيق والتدريب: حيث يطلب المعلم من الطلبة إيراد أمثلة جديدة على التعريف أو القاعدة أو الحكم.
الخطوة الخامسة: التقويم الختامي:
الخطوة السادسة: الواجب البيتي.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق