الجمعة، 7 مارس 2014

خطوات عملية التدريس




خطوات عملية التدريس

هناك خطوات علمية للتدريس يحسن بالمعلم أن يأخذ بها قبل قيامه بدوره معلما ؛ مصمما

للمواقف التعليمية ومنظما ومنسقا فهي تمر في خطوات ثلاث هي:

الخطوة الأولى: التخطيط للتدريس الذي يأخذ بعين الاعتبار جاهزية الطلبة، واستعدادهم، ومدى اهتمامهم، وأنماط تعلمهم، ودرجة انسجام الدرس الحالي مع الدروس السابقة في ضوء الأهداف المنوي تحقيقها عند الطلبة، واختيار المواد التعليمية، وتنظيم الخبرات التعليمية وتسلسلها وتتابعها، ولتحقيق ذلك قد يستند المخطط على اختبارات تشخيصية أو اختبارات الاستعداد أو ما شابه ذلك.


الخطوة الثانية:  يتم في هذه الخطوة تنفيذ ما خطط له من اجل تحقيق النتاجات التدريسية، فيستخدم المعلم استراتيجيات تدريسية متنوعة، ومواد تعليمية مناسبة كاللوحات والألعاب والملصقات والتجارب والمواد المرئية والمسموعة وألا نشطة إلإثرائية، ويقف على المتطلبات السابقة اللازمة للتعلم الجديد، ويراجع المفاهيم الأساسية وأوراق العمل, والتعيينات ، وينظم الخبرات التعلمية ويعرض المادة بتتابع.


الخطوة الثالثة:  تتم هذه الخطوة لتقييم المخرجات التعلمية لتحدد فيما إذا وصل الطلبة لمستوى الأداء المخطط له، وهل حقق الطلبة النتجات المرسومة، ويتأكد من ذلك من خلال قيام فيقوم المدرس بتقويم وحدة دراسة أو حصة صفية أو تقويم فصل دراسي


ملحوظة على خطوات عملية التدريس

إن العلاقة بين العناصر الثلاث علاقة متداخلة متبادلة ، إذ يتم التخطيط للتدريس ثم تنفيذه وأثناء عملية التنفيذ يعاد التخطيط أويتم التعديل في التخطيط ثم التدريس، وكذلك العلاقة بين تنفيذ التدريس والتقويم ففي أثناء التقويم ربما يحتاج المدرس إلى إعادة تدريس مهمة معينة أو تقديم أنشطة إضافية إثرائية ثم إعادة التقويم ومن تقويمه للمخرجات التعلمية قد يعيد النظر في التخطيط للتدريس.

موقع التقويم في العملية التدريسية

عندما يبدأ المعلم بتنفيذ الدرس يحاول جاداً تحقيق ما خُطط له باستخدام استراتيجيات تدريسية معينة يلازمها تقويماً مستمراً يعطيه الفرصة لتوجيه المسار نحو تحقيق الأهداف، فربما يجد أن ما خُطط له لم يتحقق جزئياً أو كليا فيبادر إلى اتخاذ قرارات بشأن ذلك قد تدفعه إلى التعديل أو التصحيح في مسيرته

خطوات في تقويم التدريس

بعد قيام المعلم بالتدريس من أجل تحقيق النتاجات  المرسومة يقوم بتقييم تقدم طلبته كأن يلاحظ ردود فعلهم أثناء طرحه للأسئلة، وفي ضوء ردود فعلهم واستجاباتهم يتخذ قراراته حول سيره في التدريس ، فإذا قرر المعلم أن تقدم طلبته نحو تحقيق الأهداف مرضي يستمر في التدريس كما خطط له .وهكذا ما دام الطلبة يسيرون باتجاه الأهداف المرسومة دون انحراف، إن هذا الوضع مثالي إلى حدٍ ما. وإذا شعر المعلم أن الأمور لا تسير وفق ما خُطط لها-وهذا غالباً ما يحدث-كأن تظهر مشكلة مثل ضعف في استيعاب مفهوم أو مهارة من مادة الدرس يقوم المعلم بمراجعة عملية التدريس ،فيقدم أنشطة أكثر وضوحاً أو أمثلة أكثر سهولة ، أو قد يطور الاستراتيجيات المستخدمة أو.... الخ. ويستمر في التدريس وتعاد هذه الدورة عدة مرات في الدرس الواحد كلما لزم .

أسس اختيار استراتيجية التدريس

إن اختيار استراتيجيات التدريس للمواقف الصفية المتعددة لا تكون عشوائية بل لا بد من النظر في اختيارها بطريقة علمية فهناك مجموعة من العوامل المتداخلة التي تؤثر في علمية التدريس وبالتالي يجري  تحديد التدريس على أساسها

إن لكل محتوى درسي خصوصيته التي تميزه عن غيره من المحتويات الدراسية الأخرى.

فالقرآن الكريم مثلا، لا تجوز تلاوته بالمعنى، لأنه كلام الله تعالى المعجز المتعبد بتلاوته المنزل على رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم. وتلاوة القرآن بالمعنى تفقده إعجازه، فالكلام الجديد ليس كلام الله تعالى ذاته المنزل على رسوله - صلى الله عليه وسلم- بل هو كلام البشر، والناس يتفاوتون من حيث قدراتهم على التعبير، وفصاحتهم وفهمهم، وصاحب القول أدرى بمراده، ولن يحسن أحد أن يعبر عن مراد الله إلا هو - جلا وعلا- أو من اصطفاه من البشر لنقل مراده، وهو الرسول -صلى الله عليه وسلم. والنبي - صلى الله عليه وسلم- بلغ الأمانة، كما أنزلت عليه من غير نقص أو زيادة. فتعليم القرآن لا يصلح له ما يصلح للحديث الشريف أو الفقه.



النتاجات السلوكية

من المعلوم  أن الهدف تغير في السلوك، وأنه متوقع الحدوث في ظل شروط معينة، وخلال فترة زمنية محددة. وفي التربية الإسلامية،  فالهدف  السلوكي يتغير من مادة دراسية إلى أخرى، كما يؤثر في أسلوب التدريس في الوقت ذاته.

فمثلا، عند تدريس مادة التلاوة وأحكام التجويد تتوجه الأهداف السلوكية نحو إتقان النطق ومعرفة أحكام التلاوة وحسن التطبيق العملي للقواعد الحاكمة للتلاوة، وهذه الأمور لا تتحقق من خلال قراءة النصوص والرجوع إلى المراجع الأصيلة، بل لا بد لها من معلم متقن ومتعلم واع راغب في العلم مخلص في طلبه. وهذه الأمور تعني أن المحاكاة والتقليد هما الأسلوب الأمثل والأنسب.

وأما مادة الفقه فتحتاج إلى معرفة القواعد والضوابط التي يسترشد بها الفقيه في استنباط الأحكام الشرعية العملية من مصادرها الأصيلة: الكتاب الكريم والسنة النبوية والإجماع، ومن ثم تنزيل الأحكام على الحوادث، لمواجهة المستجدات والظروف الطارئة. وهذه تقوم على إعمال العقل والقياس والاستقراء وغير ذلك، فالأسلوب التدريسي فيها أساسه الحوار والمناقشة.

ولقد اتفق المهتمون بالتربية والتعليم على أن المعلم المتميز هو الذي يستطيع إحداث التغيرات المرغوبة في سلوك المتعلمين، على ضوء الأهداف التربوية. وأن الخدمة الوظيفية لا تعني خبرة مهنية ، فكم من معلم حديث العهد بالعمل استطاع أن يستوعب خبرات تعليمية كبيرة في فترة وجيزة، وكم من معلم أمضى في وظيفته السنين والأعوام بقي على حاله دونما تطور في الأداء أو تحسن يلاحظ فيذكر. إن عملية التعليم علم وفن وذوق ونية وأمانة. ومعلم التربية الإسلامية هو الذي يتولى عملية تعليم أناس آخرين، وإكسابهم المعارف والخبرات والمهارات، ويسهم في بناء القيم والاتجاهات عندهم وتطويرها مستنيرا بالشريعة الإسلامية.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق